من هما الفتاتين؟ القصة الكاملة لـ بطلتا فيديو الرقص داخل مترو الأنفاق بعد القبض عليهم

في واقعة أثارت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، تداول مقطع فيديو الرقص يوثّق قيام فتاتين بالرقص داخل إحدى عربات مترو الأنفاق، وهو المقطع الذي أشعل تفاعلًا غير مسبوق على تطبيق تيك توك، وتحوّل في وقت قياسي إلى “تريند” تصدّر منصات مثل “إكس” و”فيسبوك” و”إنستغرام”، قبل أن تتدخل الجهات الأمنية وتعلن القبض على المتهمتين بالرقص داخل عربات مترو الأنفاق.

في هذا التقرير، نروي لك تفاصيل واقعة رقص فتاتين ترقصان داخل مترو الأنفاق، ونكشف كواليس القبض عليهما، والتداعيات القانونية والاجتماعية التي ترتبت على الواقعة ولحظة القبض عليهما بدائرة قسم شرطة العجوزة بالجيزة.

فيديو الرقص داخل مترو الأنفاق يهز السوشيال ميديا

بدأ كل شيء حينما نشر حساب مجهول على تطبيق “تيك توك” مقطع فيديو مدته أقل من 30 ثانية، يظهر فيه فتاتان ترتديان ملابس محجبة وهما ترقصان داخل عربة قطار مترو، وسط نظرات متباينة من الركاب، بين الصدمة، التجاهل، والتصوير الخفي.

الفيديو نُشر على أنغام موسيقية شهيرة من فيلم الفنان الراحل أحمد زكي، وذُكر أنه تم تصويره على خط المترو الثالث، ما عزّز من سرعة انتشاره، خاصة أنه تم الترويج له من خلال وسوم جذابة مثل #رقص_في_المترو، #فتاتين_تيك_توك، #المترو_مش_ملهى.

خلال أقل من 24 ساعة، حصد المقطع مئات آلاف المشاهدات، وسرعان ما انتقل إلى المنصات الأخرى، مع تساؤلات غاضبة وطلبات بالتحقيق.

من هم الفتاتين؟ ما هو هويتهما؟

حتى لحظة كتابة هذا المقال، لم تصدر وزارة الداخلية أو النيابة العامة بيانًا يكشف رسميًا عن هوية الفتاتين المقبوض عليهما إلا أنها أشارت الى أنهما مقيمتان بدائرة قسم شرطة العجوزة بالجيزة.

لكن وفقًا لمصادر أمنية تداولت بعض التفاصيل، فإن الفتاتين في بداية العشرينيات من عمرهما، وإحداهما طالبة جامعية، بينما الأخرى تعمل في مجال صناعة المحتوى على تيك توك.

ويُقال إن إحداهما كانت تهدف إلى زيادة عدد متابعيها على “تيك توك”، فيما لم تتضح بعد نوايا الأخرى، وقد تم التعرف عليهما بعد تتبع مصدر الفيديو ومراجعته بالكاميرات المنتشرة في محطات المترو.

القبض على بطلتي فيديو الرقص

بعد الانتشار الواسع للمقطع، أصدرت الجهات المختصة أوامر عاجلة بالتحقيق، وتم تحديد موعد تصوير الفيديو ومكانه، وهو ما سهل مهمة ضبط الفتاتين.

وتم القبض عليهما رسميًا خلال أقل من 48 ساعة من تداول الفيديو، حيث جرى نقلهما إلى أحد أقسام الشرطة، وتم تحرير محضر بالواقعة، على أن يتم عرضهما على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.

وصرّحت المصادر بأن الفتاتين خضعتا للاستجواب بشأن دوافع نشر الفيديو، وما إذا كان الهدف ترويج محتوى خادش للحياء أو مجرد مشاركة “تريند” رائج على تيك توك.

التهم المحتملة: مخالفة الآداب العامة أم حرية شخصية؟

بحسب مصادر قانونية، فإن العقوبات المحتملة قد تشمل:

  • الإخلال بالآداب العامة في مكان عام
  • سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
  • تعمد إثارة الرأي العام ونشر محتوى غير لائق

لكن لا تزال التهم قيد التحقيق، ويعود القرار النهائي إلى النيابة العامة التي تدرس ملابسات الحادثة بالتفصيل.

وزارة النقل: المترو مرفق عام وليس ساحة للعرض

من جهتها، أكدت وزارة النقل عبر بيان غير مباشر، أن المترو يُعد مرفقًا عامًا يجب احترامه، وأن أي سلوك غير لائق يتم رصده من خلال كاميرات المراقبة المنتشرة على طول الشبكة.

وتوعدت الوزارة بتفعيل التعاون الكامل مع الجهات الأمنية لردع أي تجاوزات، وضمان راحة وسلامة الركاب، لا سيما العائلات والنساء.

وفقًا لتفسير قانونيين، فإن الفعل لا يُصنف كجريمة قائمة بذاتها، لكنه قد يدخل ضمن بنود:

  • الإخلال بالآداب العامة (وفقًا للمادة 278 من قانون العقوبات)
  • استخدام وسيلة تواصل لنشر محتوى غير مناسب

ويعتمد قرار المحكمة على نية الفاعل، ومدى تعمده إثارة الجمهور، والضرر المجتمعي الناتج عن التصرف.

فيديو الرقص في المترو : ليست الواقعة الأولى

ليست هذه الواقعة الأولى التي يتم فيها القبض على فتيات أو شباب لنشرهم مقاطع راقصة أو جريئة على تيك توك أو في أماكن عامة، إذ سبقها:

  • واقعة فتاة “مول سيتي ستارز”
  • فتاة “الجاموسة”
  • وقضية “فتاة الحجاب”

حادثة القبض على الفتاتين صاحبتي فيديو الرقص داخل مترو الأنفاق لم تكن مجرد مخالفة بسيطة، بل تعكس حجم التأثير الذي أصبحت تملكه وسائل التواصل في تشكيل السلوك العام.

وتُجبرنا على التوقف لحظة للتفكير: هل نُحسن استخدام هذه المنصات؟ وهل نُدرك نتائج كل ما ننشره؟.

تبقى الإجابة لدى كل فرد، لكن الأكيد أن المجتمع بأكمله بحاجة إلى موازنة بين حرية التعبير، والاحترام الواجب للمكان العام، وتجنب تحويل السعي للشهرة إلى مسار خطر ينتهي في غرفة التحقيق.

سارة المصري

كاتبة تمتاز بالمرونة والابتكار في تقديم الأخبار والمقالات، مع اهتمام خاص بتقديم المعلومة بشكل حيادي ومثير للاهتمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى