إغلاق محلات بلبن 110 فرع بعد حملات تفتيش وتسمم: القصة الكاملة والأسباب الخفية
في تطور مثير أحدث صدمة داخل الشارع المصري، أعلنت سلسلة محلات بلبن الشهيرة، إغلاق جميع فروعها في جمهورية مصر العربية، البالغ عددها 110 فرعًا، إلى جانب مصانعها ومنشآتها، ما أدى إلى توقف نشاط الشركة بالكامل داخل البلاد.
الخبر أثار جدلًا واسعًا، خاصة بعد تأكيد الشركة في بيان رسمي أنها تواجه أزمة وجود تهدد كيانها بالكامل، مشيرة إلى أن حملات المداهمة الأخيرة والإغلاقات المتكررة في محافظات مختلفة كانت السبب المباشر في التوقف.
ومع انتشار تصريحات رسمية تفيد بأن محلات “بلبن” خالفت اشتراطات السلامة الغذائية، ودخول عدة جهات رقابية على الخط، أصبح السؤال الذي يشغل الجميع: ما هي الأسباب الحقيقية وراء غلق محلات بلبن؟ وهل هناك فرصة لعودتها؟.
محلات بلبن قصة نجاح مصري بطابع عربي
تُعد “بلبن” واحدة من أبرز العلامات التجارية المصرية في قطاع الحلويات ومنتجات الألبان، وقد بدأت على يد رجل الأعمال الشاب مؤمن عادل، الذي تحوّل من طبيب بيطري إلى رائد أعمال ناجح، أنشأ علامة تجارية تخطت حدود مصر لتنتشر في 9 دول عربية.
إنجازات “بلبن” خلال سنوات قليلة:
- التوسع السريع إلى أكثر من 110 فرع في مصر
- توظيف أكثر من 25,000 عامل مصري
- افتتاح فروع في السعودية، المغرب، الإمارات، الكويت، وغيرها
- تصدير نموذج مصري حديث للمنتجات التقليدية بطريقة عصرية
بداية الأزمة: حملات رقابية وإغلاق الفروع
في الأسبوع الأخير، تصاعدت الحملات الرقابية على فروع بلبن في محافظات متعددة، أبرزها:
- محافظة الغربية: إغلاق 5 فروع من محلات “بلبن” بقرار من المحافظ اللواء أشرف الجندي
- سبب الإغلاق: مخالفات في اشتراطات السلامة الغذائية وأضرار تهدد صحة المواطنين
تأكيد رسمي على استمرار الحملات “حفاظًا على صحة وسلامة المواطنين”
- محافظة بورسعيد: غلق أحد فروع “بلبن” بسبب عدم استكمال التراخيص، تشديد رقابي على اشتراطات التشغيل واللوائح التنظيمية
حادثة التسمم التي فجّرت الأزمة
أفادت مديرية الصحة بمحافظة الجيزة أنها تلقت بلاغًا عن إصابة 3 مواطنين بأعراض تسمم (غثيان، قيء، آلام في المعدة)، وذلك بعد تناولهم حلويات من فرع “بلبن” في منطقة الشيخ زايد، جنوب القاهرة.
هذه الحادثة شكلت شرارة لانطلاق حملات التفتيش والتدقيق في فروع الشركة، وأسفرت خلال أيام قليلة عن إغلاق متتالي في محافظات عدة.
بيان رسمي من “بلبن”: نداء استغاثة وإنكار للتهم
ردًا على التطورات، أصدرت الشركة بيانًا رسميًا مطولًا أعلنت فيه:
“نكتب إليكم اليوم من موقع بالغ الخطورة… نشاط الشركة توقف بالكامل، وجميع الفروع والمصانع أُغلقت، والعاملون أصبحوا بلا مصدر دخل.”
أبرز ما ورد في البيان:
- الاعتراف بتوقف النشاط بالكامل داخل مصر
- نفي مباشر لفهم أسباب الأزمة أو آليات المعالجة
- التأكيد على الاستعداد للخضوع لكافة أشكال الفحص والمراجعة القانونية
- توجيه نداء عاجل لرئاسة الجمهورية لإنقاذ آلاف العاملين
“نحن على استعداد للخضوع الكامل للفحص والمراجعة من الجهات الرقابية، ونطلب فقط فرصة لتصويب أي ملاحظات إن وجدت.”
تحليل شامل: ما وراء الأزمة؟
رغم الروايات المتعددة، يمكن حصر الأسباب الرئيسية وراء غلق فروع “بلبن” في النقاط التالية:
مخالفات صحية وغذائية
- تقارير رسمية تؤكد وجود أضرار تهدد صحة المستهلكين
- شكاوى من عدم الالتزام باشتراطات النظافة والسلامة
التراخيص والتنظيم القانوني
- عدم استكمال إجراءات التراخيص لبعض الفروع
- ضغوط من الجهات الرقابية على المنشآت غير الملتزمة
حادثة التسمم
- نقطة التحول التي دفعت الجهات الحكومية إلى تكثيف الحملات
- ارتباط مباشر بتدهور ثقة الجمهور
فشل في التواصل المؤسسي
- الشركة أوضحت أنها لم تنجح في التواصل مع الجهات الرسمية
- غياب الدعم أو حتى التوجيه لإنقاذ المشروع بحسب وصف البيان
التأثير الاقتصادي والاجتماعي
أرقام مقلقة:
- إغلاق 110 فرعًا دفعة واحدة
- 25,000 أسرة فقدت مصدر دخل
- توقف تام في المصانع والتوريد الداخلي
التداعيات:
- تراجع ثقة المستثمرين في مناخ الاستثمار
- صدمة في سوق العمل خاصة للشباب
- تقليص فرص العمل في قطاع الأغذية
هل هناك فرصة للعودة؟
رغم كل ما حدث، فإن لغة البيان الصادرة من الشركة كانت تصالحية، مما يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات مستقبلية، السيناريو الاحتمالية التعليق:
- تدخل رئاسي أو حكومي مباشر متوسط خاصة في حال وجود خطة إنقاذ واقعية
- إعادة تشغيل بعض الفروع تدريجيًا ممكن بعد التصويب والتدقيق
- خروج كامل من السوق المصري وارد إذا فشلت محاولات التفاوض أو تجاوز الأزمة
- نقل النشاط للدول العربية الأخرى محتمل استمرار النشاط خارج مصر في 8 دول أخرى
أزمة “بلبن” ليست مجرد أزمة شركة، بل مرآة لحال ريادة الأعمال في مصر. هي تذكرة بأن النجاح لا يكفي للبقاء، بل يجب أن يُواكبه التزام بالقوانين، تواصل مؤسسي فعّال، ودعم واضح من الدولة لمشروعات الشباب الناشئة.
إذا تم إنقاذ المشروع، فقد تكون هذه فرصة لإعادة هيكلته وتنظيمه بصورة أقوى وأكثر احترافية، أما إذا انتهت رحلته، فستكون خسارة كبيرة لمشروع حمل روح مصرية خالصة وكان يستحق أن يستمر.