من هو تركي خنجي؟ قصة لاعب سعودي ترك الملاعب ورحل في صمت
في مشهد صادم ومؤلم، تلقى الوسط الرياضي السعودي صباح الثلاثاء 15 أبريل 2025 نبأ وفاة اللاعب تركي خنجي، أحد لاعبي خط الدفاع السابقين في عدة أندية سعودية والمنتخب الوطني، عن عمر ناهز 36 عامًا، إثر وعكة صحية مفاجئة.
رحيل تركي خنجي المفاجئ شكّل صدمة مضاعفة، ليس فقط بسبب صغر سنه وحيويته، بل لأنه كان حتى ساعات قليلة قبل وفاته يشارك في إحدى مباريات الهواة، وسط أصدقائه وزملائه، حيث بدا بكامل نشاطه وصحته.
من هو تركي خنجي ويكيبيديا؟
- الاسم الكامل: تركي سعيد فرج خنجي
- العمر: 36 عامًا
- المركز: مدافع
- الأندية التي لعب لها: ناشئو وشباب الطائي، نادي النجمة، الوطني، أبها (حتى 2014).
- المنتخب: سبق له تمثيل المنتخب السعودي في فترات سابقة
- الإنجازات: الفوز بجائزة أفضل مدافع في بطولة سابك لعام 2016
خنجي لم يكن نجمًا إعلاميًا بالمعنى التقليدي، لكنه كان لاعبًا يُشهد له بالجدية والانضباط داخل وخارج الملعب، وترك بصمته في قلوب من زاملوه سواء في المنافسات أو الحياة اليومية.
تفاصيل اللحظات الأخيرة
وفقًا لشهادات متطابقة، كان تركي سعيد فرج خنجي مساء الإثنين في أحد ملاعب كرة القدم يمارس هوايته مع أصدقائه، حيث التقى بالصحفي الرياضي محمد الحليو، الذي كتب كلمات مؤثرة صبيحة اليوم التالي، قال فيها:
“في الأمس، في ملعب الكرة، احتضنني، سلّم علي، وقبّل رأسي.. وكأنها كانت ليلة وداع”.
“وصباح اليوم.. تلقيت عزاءه”.
هذه الكلمات اختزلت قسوة الفقد، حين يتحول اللقاء البريء والعابر إلى ذكرى أخيرة، ووداع لم يكن متوقعًا.
سبب الوفاة: غموض مؤلم
حتى لحظة إعداد هذا المقال، لم تُصدر أي جهة طبية أو رسمية بيانًا يوضح السبب الفعلي للوفاة، ورغم بعض الترجيحات التي تشير إلى إمكانية تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة، إلا أن الحقيقة تبقى غير مؤكدة، ما زاد من الحيرة والذهول بين جمهوره وأصدقائه.
وفي ظل هذا الغموض، اكتفى المقربون من الفقيد بالدعاء له، واعتبار أن ما حدث هو قضاء وقدر، مستحضرين صفاته الطيبة ومحبته للجميع.
مسيرة رياضية قصيرة لكن ملهمة
رغم أنه لم يُكمل مشواره في كرة القدم حتى النجومية الكبرى، إلا أن تركي خنجي ظل لاعبًا يُشار إليه بالبنان في كل فريق مثله، وتمتع بسمعة طيبة وخلق عالٍ.
وكان مركزه كمدافع يجعله يؤدي دورًا دفاعيًا مهمًا، بعيدًا عن دائرة الأضواء، لكنه لم يكن أقل تأثيرًا من غيره.
وقد حافظ خنجي على لياقته البدنية حتى بعد اعتزاله الرسمي، واستمر في ممارسة الرياضة كهواية ومتنفس شخصي، إلى أن باغته القدر.
ردود الفعل على وفاته
تحولت مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما تويتر ومنصة إكس، إلى ساحة عزاء إلكترونية، حيث نعى المئات اللاعب الراحل، وتصدر وسم #تركي_خنجي_في_ذمة_الله التريند السعودي لساعات.
كتب عنه زملاؤه وأصدقاؤه، من رياضيين وصحفيين، بكلمات مؤثرة تفيض بالحزن والدعاء، وارتفعت أصوات المطالبات بضرورة تسليط الضوء على أهمية الفحوصات الصحية المنتظمة للرياضيين حتى بعد التقاعد من اللعب الاحترافي.
الجانب الإنساني في حياة خنجي
بعيدًا عن الكرة، كان تركي خنجي معروفًا بعلاقاته الطيبة، ومشاركته في المناسبات الاجتماعية والخيرية، وكان له حضور محبب في المجتمعات الرياضية والشبابية.
وقد أكد من عرفوه أنه كان محبًا للخير، ومهتمًا بتشجيع المواهب الصاعدة، ومتواضعًا رغم إنجازاته.
برحيل تركي خنجي، تفقد الرياضة السعودية أحد أبنائها المخلصين، الذين ربما لم يعتلوا المنصات الإعلامية كثيرًا، لكنهم تركوا إرثًا من المحبة والاحترام.
إنه درس موجع في هشاشة الحياة، وفي أهمية التقدير قبل الفقد، رحم الله تركي خنجي، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وأحبته الصبر والسلوان.