هل دفعت السعودية ديون سوريا؟ الحقيقة الكاملة بين الواقع والتكهنات
في الآونة الأخيرة، تداولت وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أنباءً حول قيام المملكة العربية السعودية بسداد ديون سوريا لدى البنك الدولي، بالإضافة إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على دمشق.
هذه الأنباء أثارت جدلاً واسعاً، خاصة في ظل التغيرات السياسية التي تشهدها سوريا والمنطقة، فما حقيقة قيام المملكة العربية السعودية برفع العقوبات الدولية على سوريا، وسداد ديون الجمهورية العربية السورية لدى البنك الدولي.
ما حقيقة سداد السعودية ديون سوريا؟
بالبحث عن ما الجديد في ملف سداد الديون ورفع العقوبات عن سوريا، حتى الآن، لا توجد تأكيدات رسمية من قبل السلطات السعودية أو البنك الدولي بشأن سداد المملكة ديون سوريا.
الحديث عن قيام السعودية بدفع حوالي 16 مليون دولار لتسوية ديون دمشق لدى البنك الدولي، كجزء من منحة تصل إلى 150 مليون دولار، لا يزال ضمن نطاق التكهنات الإعلامية.
من الجدير بالذكر أن السعودية كانت قد استضافت في يناير 2025 اجتماعات دولية لمناقشة مستقبل سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.
خلال هذه الاجتماعات، أعرب وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، عن دعم بلاده لرفع العقوبات عن سوريا، دون التطرق إلى مسألة سداد الديون بشكل مباشر .
رفع العقوبات الدولية عن سوريا: خطوات تدريجية
في سياق متصل، أعلن الاتحاد الأوروبي في فبراير 2025 عن رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا، شملت قطاعات الطاقة والنقل، بالإضافة إلى أربعة بنوك سورية وشركة الخطوط الجوية السورية.
هذا القرار جاء في إطار جهود الاتحاد لدعم الاستقرار في سوريا بعد التغييرات السياسية الأخيرة .
مع ذلك، أكد الاتحاد الأوروبي أن رفع العقوبات سيكون مشروطاً بالتزام الحكومة السورية الجديدة بمسار الانتقال السياسي الشامل واحترام حقوق الإنسان.
كما أشار إلى أن أي تراجع عن هذه الالتزامات قد يؤدي إلى إعادة فرض العقوبات .
بينما تستمر التكهنات حول دور السعودية في سداد ديون سوريا، تظل الحقيقة غير مؤكدة في ظل غياب التصريحات الرسمية.
أما بالنسبة للعقوبات الدولية، فإن رفعها يتم بشكل تدريجي ومشروط، مع متابعة المجتمع الدولي لالتزام الحكومة السورية الجديدة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية.