سبب عودة بشار الجعفري إلى دمشق : نهاية مرحلة دبلوماسية أم بداية جديدة؟

في إطار الحراك الدبلوماسي الذي تشهده سوريا منذ بداية عام 2025، أعلنت وزارة الخارجية السورية رسميًا نقل سفيرها في موسكو الدكتور بشار الجعفري إلى الإدارة المركزية في العاصمة دمشق، وذلك بموجب قرار صادر ضمن حركة التعيينات والتنقلات الأخيرة التي طالت عددًا من السفراء السوريين، من بينهم أيضًا السفير لدى المملكة العربية السعودية محمد أيمن سوسان.

ويُعد قرار نقل الجعفري من موسكو إلى دمشق تطورًا لافتًا بالنظر إلى حجم الشخصية ومكانتها في السلك الدبلوماسي السوري، خصوصًا بعد أدائه اللافت خلال توليه منصب سفير سوريا لدى روسيا منذ عام 2022 وحتى أبريل 2025.

في هذا المقال الموسع، نعرض خلفيات القرار، وسبب عودة بشار الجعفري إلى دمشق بقرار رسمي، ونتوقف عند أبرز محطات المسيرة الدبلوماسية للدكتور الجعفري، وأبعاد هذه الخطوة في سياق التحولات السياسية والدبلوماسية التي تمر بها سوريا في المرحلة الحالية.

عودة بشار الجعفري إلى دمشق

أفادت وزارة الخارجية السورية أن قرار نقل السفير بشار الجعفري إلى الإدارة المركزية جاء ضمن خطة إعادة هيكلة للسلك الدبلوماسي، تستهدف ضخ دماء جديدة، وتعزيز الحضور السوري الخارجي بتوازن جديد يتلاءم مع متغيرات المرحلة، لا سيما في ظل الحكومة السورية الجديدة برئاسة الرئيس أحمد الشرع.

أهداف إعادة الهيكلة:

  • تعزيز الكفاءة الدبلوماسية داخل المؤسسات المركزية.
  • إعادة توزيع الطاقات والخبرات بما يخدم السياسة الخارجية.
  • التحضير لمرحلة ما بعد إعادة العلاقات مع عدد من الدول.

حتى اللحظة، لم يُعلن رسميًا عن السفير البديل لبشار الجعفري في موسكو، لكن وزارة الخارجية أكدت أن شؤون السفارة ستُدار مؤقتًا من قبل القائم بالأعمال إلى حين تسمية سفير جديد.

من هو بشار الجعفري؟

يُعد الدكتور بشار الجعفري من أبرز الوجوه الدبلوماسية في سوريا والعالم العربي، ويمتلك خبرة مهنية تتجاوز 40 عامًا في العمل الدبلوماسي.

السيرة الذاتية:

  • الاسم الكامل: بشار الجعفري
  • تاريخ الميلاد: 14 أبريل 1956
  • مكان الميلاد: دمشق، سوريا
  • المذهب: شيعة اثنا عشرية
  • اللغات: العربية، الفرنسية، الإنجليزية، الفارسية

التحصيل العلمي:

  • بكالوريوس في الأدب الفرنسي – جامعة دمشق
  • دبلوم في العلاقات السياسية الدولية – باريس
  • دكتوراه في العلوم السياسية – جامعة سكو
  • دكتوراه ثانية في تاريخ الحضارة الإسلامية – إندونيسيا

المناصب الدبلوماسية التي شغلها الجعفري:

  • السكرتير الثالث في سفارة سوريا في باريس (1983 – 1988)
  • مستشار في السفارة السورية في فرنسا (1997 – 1998)
  • قائم بالأعمال في سفارة سوريا بإندونيسيا (1998 – 2002)
  • مدير إدارة المنظمات الدولية – وزارة الخارجية في دمشق (2002 – 2004)
  • المندوب الدائم لسوريا في الأمم المتحدة بجنيف (2004 – 2006)
  • المندوب الدائم لسوريا في الأمم المتحدة – نيويورك (2006 – 2020)
  • نائب وزير الخارجية والمغتربين (2020 – 2022)
  • سفير سوريا لدى روسيا الاتحادية (2022 – 2025)

أهمية موقع موسكو في السياسة الخارجية السورية

تمثل روسيا الحليف الأبرز لسوريا منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، وقد لعبت دورًا عسكريًا وسياسيًا محوريًا في دعم الحكومة السورية.

وتعيين الجعفري في موسكو عام 2022 كان إشارة إلى أهمية هذه العلاقة، خاصة لما يتمتع به من خبرة دولية، ومعرفة عميقة بالملفات الجيوسياسية.

أبرز الملفات التي أدارها في موسكو:

  • تنسيق التعاون الروسي-السوري في ملفات الأمن والدفاع.
  • التفاوض على التفاهمات الاقتصادية والاستثمارية طويلة الأمد.
  • تفعيل الدعم السياسي السوري في مجلس الأمن والمنظمات الدولية.

ما دلالات عودة الجعفري إلى دمشق؟

إعادة ترتيب الصفوف داخليًا

نقل الجعفري إلى الإدارة المركزية قد يعني استثمار خبراته في إدارة ملفات دولية من داخل وزارة الخارجية، أو تحضيره لمنصب قيادي جديد في المستقبل القريب.

فتح المجال لجيل جديد في موسكو

قد يهدف القرار إلى إدخال شخصية دبلوماسية شابة في السلك الروسي، لإعادة ضخ روح جديدة في العلاقات الثنائية.

استجابة لتغييرات المشهد الدولي

مع التحولات الجيوسياسية الكبرى في روسيا، وأثر الحرب الأوكرانية على الدور الروسي الخارجي، قد ترى دمشق حاجة لتعديل آليات التنسيق من الداخل.

من هو السفير الآخر الذي شمله القرار؟

إلى جانب الجعفري، شمل قرار النقل أيضًا السفير السوري لدى السعودية محمد أيمن سوسان، الذي عُين في يناير 2023 بعد استئناف العلاقات بين دمشق والرياض.

وتشير الخطوة إلى إعادة تقييم متكاملة لعدد من المراكز الدبلوماسية المهمة في ضوء متغيرات المشهد الإقليمي.

يمثل قرار نقل السفير بشار الجعفري من موسكو إلى الإدارة المركزية في دمشق مرحلة جديدة في المسار الدبلوماسي السوري، في سياق متغير إقليمي ودولي كبير.

اسباب نقل الدكتور بشار الجعفري الى دمشق

وبينما لا تزال أسباب النقل غير معلنة رسميًا، إلا أن المؤشرات تدل على استراتيجية دبلوماسية جديدة تسعى دمشق من خلالها إلى تعزيز أدائها الخارجي والداخلي مع الاستفادة من الكفاءات المتمرسة في مواقع أكثر فاعلية.

وبعد عقود من العمل الخارجي، قد يكون بشار الجعفري على موعد مع دور داخلي محوري في صياغة السياسة الخارجية السورية لعقد قادم.

ليلى حسن

كاتبة ومحررة بارعة تركز على تقديم محتوى إخباري مبتكر وشامل يلبي اهتمامات مختلف الفئات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى