فيديو صادم في تركيا: القبض على لاجئ سوري بعد تعنيف ابنته وابتزاز طليقته

في واقعة مؤلمة هزّت وجدان الشارع العربي والتركي، ألقت السلطات التركية القبض على “يوسف.إ” لاجئ سوري في ولاية غازي عنتاب، بعد انتشار فيديو صادم يُظهره وهو يُعنّف طفلة صغيرة بطريقة وحشية ومجردة من الرحمة.

الفيديو، الذي التقطته عدسة شخص مجهول داخل المنزل، كشف عن جريمة عنف أسري مروعة، نفّذها أب بحق ابنته “ياسمين” التي لم تتجاوز عامين، وسط ظروف معيشية قاسية وفقر مدقع، أثارت تعاطفًا واسعًا وغضبًا لا يوصف.

فيديو يوثّق التعذيب: صدمة وذهول

الفيديو المنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر رجلًا يعتدي على طفلة صغيرة بالضرب المبرح، مستخدمًا يديه وقدميه، ويسحبها من شعرها، ويركلها بقسوة. الطفلة تبكي وتحاول الاحتماء، في مشهد مؤلم لا يمتّ للإنسانية بصلة.

الأكثر صدمة أن شخصًا ما كان يُصوّر المشهد بهدوء دون تدخل، في حين ظهرت طفلة أخرى في الخلفية، تراقب الموقف بصمت تام، وكأنها معتادة على هذا العنف.

هوية الجاني: لاجئ سوري يُدعى “يوسف”

أكدت السلطات أن المتهم يُدعى يوسف.إ، لاجئ سوري يُقيم في حي شعبي بمدينة غازي عنتاب.

وقد تم تحديد موقعه بسرعة بعد انتشار الفيديو، وباشرت فرق الدرك التركية تحرياتها، وقامت بمداهمة مكان تواجده، ليتم القبض عليه وتحويله إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات معه.

تفاصيل ودوافع الجريمة: ابتزاز مالي لطليقته

بحسب المعلومات الأولية المسربة من التحقيقات، فإن الطفلة التي تعرضت للتعنيف هي ابنتة من طليقته، وأن الجاني استخدم تعنيفها كوسيلة لابتزاز والدتها ماليًا، حيث أراد الضغط عليها لتحصل منه على المال، مهددًا إياها بإلحاق الأذى بالطفلة إذا لم تستجب.

كما تبين أن المنزل الذي تم فيه التصوير خالٍ من الأثاث، ما يعكس حالة فقر شديدة يعيشها الجاني، الذي تبين أيضًا أنه لا يعمل ويتعاطى المواد المخدرة، ويُعاني من اضطرابات نفسية وسلوك عدواني.

طليقته كانت قد فرت منه بعد معاناة مستمرة من العنف، وقدمت دعوى طلاق للحفاظ على حياتها وحياة ابنتها الصغيرة.

الطفلة في حماية الدولة التركية

في بيان رسمي أصدرته ولاية غازي عنتاب، تم تأكيد أن الطفلة نُقلت فورًا إلى رعاية مديرية الأسرة والخدمات الاجتماعية، حيث وُضعت تحت الحماية.

وأعلنت السلطات التركية أنها ستوفر لها الرعاية النفسية والطبية اللازمة، وستتم متابعتها من قبل فريق مختص لدراسة حالتها وتقديم الدعم اللازم لها.

غضب شعبي عارم.. ومطالبات بأقصى العقوبات

أثار الفيديو موجة غضب واسعة بين النشطاء والمواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بإنزال أقصى العقوبات القانونية بحق الجاني، وكتب أحد المغردين:

“هذا المجرم لا يمكن أن يُطلق عليه لقب أب، الطفلة يجب أن تُنتشل من هذا الجحيم، ويجب ألا يُرى هذا الرجل خارج السجن مجددًا”.

كما أعرب الإعلامي السوري المعروف موسى العمر عن صدمته، وكتب عبر حسابه:

“أشكر السلطات التركية على سرعة الاستجابة، هذه الطفلة بريئة ويجب أن تُعامل كابنتي، هذه المشاهد لا تحتمل”.

دور الطفلة الأخرى في الفيديو: ضغوط وصمت

ما زاد من وقع الفاجعة، هو ظهور طفلة ثانية في الفيديو، تجلس في الخلفية دون أن تحرك ساكنًا.

وأفادت تقارير أن هذه الطفلة هي الأخت الكبرى للضحية، ويُعتقد أنها قامت لاحقًا بتسريب الفيديو للجهات المختصة بعد ضغوط نفسية شديدة، في محاولة لحماية شقيقتها، ما يجعلها بطلة صامتة في هذه القصة القاسية.

تكشف هذه الحادثة عن حجم المخاطر التي يعيشها الأطفال في بيئات اللجوء والفقر والتفكك الأسري، كثير من هؤلاء الأطفال يجدون أنفسهم في قلب أزمات نفسية ومادية تفوق طاقتهم، دون حماية حقيقية، ما يُحتم على المؤسسات والمنظمات الإنسانية لعب دور أكبر في الرصد والتدخل.

القانون التركي: ما العقوبة المتوقعة؟

بموجب القانون التركي، فإن جريمة تعنيف قاصر قد تُصنف تحت بند “الإيذاء الجسدي الجسيم”، وقد تصل عقوبة مرتكبها إلى السجن لمدة 5 إلى 15 عامًا في حال تسبب الفعل في أضرار جسدية أو نفسية دائمة.

في حال ثبوت نية القتل أو التعذيب، قد تتضاعف العقوبة.

لا أعذار للعنف

قضية اللاجئ السوري يوسف ليست مجرد جريمة فردية، بل هي ناقوس خطر يدقّ أمام الجميع، عن حجم المآسي التي قد تعيشها الطفولة في غياب العدالة والحماية.

إنها جريمة لا أعذار لها، ولا تسامح مع مرتكبيها، والعدالة وحدها كفيلة بأن تعيد شيئًا من الطمأنينة إلى قلوبنا، وتفتح باب الأمل أمام طفلة عاشت أقسى صور الألم.

سارة المصري

كاتبة تمتاز بالمرونة والابتكار في تقديم الأخبار والمقالات، مع اهتمام خاص بتقديم المعلومة بشكل حيادي ومثير للاهتمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى