فيديو ضرب الطفلة ياسمين من والدها السوري يشعل تركيا … السلطات تتحرك في غازي عنتاب

شهدت مواقع التواصل اليوم جريمة هزت الوطن العربي والعالم، وهي تداول فيديو الطفلة ياسمين وأب سوري وهو يقوم بتعذيب وتعنيف طفلته في مشهد مؤلم هزّ وجدان المجتمع التركي والسوري معًا، وقد ألقت السلطات الأمنية التركية القبض على لاجئ سوري يُدعى يوسف، وذلك بعد انتشار الفيديو الصادم يُظهره وهو يعنّف طفلة الصغيرة ياسمين بوحشية داخل منزلٍ خالٍ من الأثاث في ولاية غازي عنتاب.

الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أثار موجة من الغضب العارم بين المواطنين والنشطاء، وسط مطالبات حازمة بإنزال أشد العقوبات بحقه، في هذا المقال، نستعرض تفاصيل القضية الكاملة: من هو يوسف؟ ما دوافعه لهذا الفعل المروع؟ كيف تحركت السلطات؟ ما موقف الإعلام والرأي العام؟ وما مصير الطفلة الضحية؟.

تفاصيل فيديو الطفلة ياسمين الوحشي

بدأت القصة بانتشار مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، يُظهر رجلًا سوريًا يُنهال على طفلة صغيرة بالضرب والركل، ويشدها من شعرها بطريقة وحشية ويقذفها على الأرض وركلات متتالية.

كانت صرخات الطفلة تختنق في مشهد خالٍ من أي رحمة أو إنسانية، ظهر أن شخصًا ما قام بتصوير الفيديو، فيما كانت هناك طفلة أخرى تجلس في الخلفية في صمت مرعب، تُشاهد المأساة دون أن تحرك ساكنًا.

أكدت التحقيقات الأولية أن الطفلة الضحية هي ابنته كانت تعيش مع طليقته، وأنه كان يستخدم العنف ضدها بهدف ابتزاز والدتها ماليًا، وهي معلومات صادمة كشفت جانبًا خفيًا من الانحدار الأخلاقي لدى الجاني.

القبض على الجاني.. وتحرك فوري من السلطات التركية

بمجرد تداول الفيديو، باشرت السلطات التركية التحقيق في الواقعة، وتمكنت قوات الامن مساء يوم 5 أبريل 2025 في ولاية غازي عنتاب من تحديد مكان إقامة الرجل السوري، وتم القبض عليه في غضون ساعات قليلة، في خطوة نالت استحسانًا شعبيًا واسعًا.

أصدرت مديرية الأمن في غازي عنتاب بيانًا رسميًا أكدت فيه:

توقيف الجاني وتحويله إلى النيابة العامة للتحقيق في تهم تعذيب قاصر، وانتهاك حقوق الطفل، والإيذاء الجسدي العمد.

نقل الطفلة فورًا إلى مديرية الأسرة والخدمات الاجتماعية في الولاية، حيث وُضعت تحت رعاية الجهات المختصة لحمايتها وتأهيلها نفسيًا.

السبب الحقيقي وراء تعنيف الطفلة ياسمين: ابتزاز مالي لطليقته

بحسب تسريبات من التحقيقات نقلتها مصادر إعلامية محلية، اعترف المتهم يوسف بأن هدفه من تصوير الفيديو كان إرسال المقطع لطليقته بهدف الضغط عليها لدفع مبالغ مالية يُقال إنها ابنته من طليقته، وذكرت المصادر أن:

  • الجاني لا يعمل، ويعاني من اضطرابات نفسية وسلوك عدواني.
  • طليقته كانت قد فرت منه بعد أن شعرت بالخطر على حياتها وحياة طفلتها، وقدمت طلب طلاق بدافع الحماية.
  • الفيديو المروع تم تسريبه من خلال الطفلة الكبرى، والتي واجهت ضغوطًا نفسية شديدة بعد إجبارها على تصوير مشاهدة التعذيب.

رأي الإعلام والرأي العام: غضب شعبي واسع

أثارت القضية تعاطفًا كبيرًا وغضبًا لا يوصف على الساحة الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي، وغرّد الإعلامي السوري موسى العمر معلقًا:

“أشكر السلطات التركية التي ألقت القبض على السوري يوسف بعد ظهوره وهو يعنّف الطفلة ياسمين بطريقة وحشية. أتمنى أن تُعامل هذه الطفلة كإحدى بناتي الأربع، وأن تجد الأمن والرعاية بعد هذه الفاجعة.”

أما الشارع السوري والتركي، فقد عبر عن مشاعر مختلطة من الغضب والحزن، لا سيما أن الجريمة ارتُكبت بحق طفلة بريئة لا تملك حماية ولا سندًا.

من هو يوسف؟ خلفية غامضة وماضي مأساوي

وفقًا للتحقيقات، يُدعى المتهم “يوسف.إ“، وهو لاجئ سوري يقيم في حي شعبي بمدينة غازي عنتاب.

تشير المعلومات والتحقيقات الاولية إلى:

  • لا يملك عملًا منتظمًا.
  • يعاني من اضطرابات نفسية.
  • له سوابق في تعنيف زوجته السابقة وأبنائة.
  • يُقال إنه يتعاطى المخدرات، وقد تم ضبط مؤشرات تعاطٍ في المنزل.

وظهر في الفيديو أن المنزل خال تمامًا من الأثاث المنزلي، وهو ما يشير إلى حالة فقر مدقع ومعاناة اقتصادية واجتماعية.

مصير الطفلة ياسمين الضحية: هل ستُشفى من الصدمة؟

الطفلة الصغيرة، التي تم التعرف عليها باسم “ياسمين“، تخضع الآن لإشراف المديرية الإقليمية للأسرة والخدمات الاجتماعية في غازي عنتاب.

حتى الآن، لا توجد تفاصيل محددة عن الحالة الصحية للطفلة ياسمين علنًا، يبدو أنها تحت حماية السلطات التركية في غازي عنتاب، وربما تتلقى الرعاية اللازمة

وأفادت الجهات الرسمية بأن الطفلة:

  • تُقيم حاليًا في مركز حماية الطفل.
  • تخضع لفحوصات طبية ونفسية.
  • سيتم تقديم جلسات دعم نفسي مكثفة لها خلال الأسابيع القادمة.

مطالبات بإنزال أقصى العقوبات

يطالب المواطنون والناشطون بضرورة تطبيق أقصى درجات القانون بحق الجاني، وعدم التساهل مع هذه النوعية من الجرائم. ومن ضمن المطالب:

  • السجن المشدد لفترة طويلة.
  • منع أي اتصال مستقبلي بين الجاني والضحية.
  • محاسبة أي شخص شارك في التصوير أو كان شاهدًا ولم يبلغ.

جريمة اللاجئ السوري يوسف تهز الضمير الإنساني

ليست هذه مجرد قضية عنف أسري، وتوثيق اللاجئ السوري يوسف جريمة تعذيب طفلة وتصويرها لأغراض مالية بل جريمة صادمة بحق الطفولة، ودرس قاسٍ عن ضرورة مراقبة البيئة التي ينشأ فيها الأطفال.

في مجتمعات اللجوء والهشاشة، تصبح الطفولة عرضة للاستغلال والعنف، وهو ما يتطلب تحركًا شاملًا من الحكومات والمنظمات.

وفي الختام ندعوكم بعدم البحث عن فيديو الطفلة ياسمين لما يتضمنة من مشاهد قاسية.

شكراً للسلطات التركية التي تدخلت بسرعة، ويبقى الأمل في أن تجد الطفلة ياسمين مستقبلًا أكثر أمانًا وإنسانية، بعد صدمة يصعب نسيانها.

أحمد سيف

كاتب موهوب يمتلك أسلوبًا متميزًا في الكتابة، يتناول مختلف المجالات بدقة ووضوح،مُبدع يُتقن صياغة الكلمات بأسلوبٍ شائقٍ وجذابٍ ليُبحر بك في رحلةٍ معرفيةٍ غنيةٍ تتنوع فيها الموضوعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى