الحكم بالسجن على الأم غولداني شاهين وجمعة دوغان: قصة خيانة الأم لابنتها ديليك تثير تعاطف الملايين في تركيا والعالم

في واقعة غير مسبوقة هزت المجتمع التركي وأثارت ضجة إعلامية كبيرة، أصدرت المحكمة الخامسة في إسطنبول حكمًا بالسجن بحق كل من غولداني شاهين، وهي أم لفتاة في العشرينيات تُدعى ديليك شاهين، وخطيب الأخيرة الشاب المعروف باسم جمعة دوغان، بعد سلسلة من الاتهامات الصادمة التي بدأت بخيانة عائلية وانتهت في قاعة المحكمة.

لم تكن القضية عادية، بل كانت قصة مكتملة الأركان من الغدر، والانكسار، والمفارقات النفسية التي تمزج بين الحب، والخداع، والدموع، خاصة بعد أن هربت الأم مع الخطيب، وبعد أسابيع قليلة اكتشف المحيطون أنها حامل منه، ما جعل الصدمة لا تحتمل، وأجبر الجميع على التصعيد.

تفاصيل القبض على غولداني شاهين وجمعة دوغان

عقب تداول الواقعة إعلاميًا عبر برنامج “ إسراء إرول“، وهو برنامج تركي اجتماعي شهير يناقش قضايا العائلة والمجتمع، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ومع تصاعد حدة الاتهامات والظهور التلفزيوني الصادم، تدخلت الشرطة التركية وأوقفت كلاً من غولداني شاهين وجمعة دوغان، بعد ثبوت تهم:

  • الاعتداء والضرب بحق أشخاص من العائلة
  • التهديد العلني عبر وسائل الإعلام
  • الإخلال بالنظام الأسري
  • والتهرب من أداء الخدمة العسكرية (بالنسبة لجمعة دوغان)

تمت محاكمتهما في إسطنبول أمام المحكمة الخامسة، حيث أقرّا بالعلاقة، ورفضت الأم الاعتذار علنًا، بينما أصرّ الخطيب على أن ما فعله كان “من أجل الحب“، دون اعتبار للخراب الذي تركه وراءه

تفاصيل الحكم: السجن للأم و خطيب بنتها بتهم متعددة

في جلسة استماع وصفت بـ”الأكثر توترًا” خلال العام، أصدرت المحكمة حكمًا بـ السجن المشدد على الأم غولداني شاهين وخطيب ابنتها جمعة دوغان، بتهم التهديد، الاعتداء، والخروج عن السلوك الاجتماعي القويم، أعلنت المحكمة اليوم أن الحكم شمل:

  • حبس الأم غولداني شاهين بتهمة التهديد، التعدي الجسدي، وخيانة الأمانة الأسرية.
  • حبس جمعة دوغان، خطيب ابنتها، بتهم التحرش، التهديد، التهرب من الخدمة العسكرية، والاعتداء اللفظي والجسدي.

جاء هذا القرار القضائي بعد شهور من التحقيقات والضغوط المجتمعية والإعلامية، التي تابعت عن كثب تفاصيل القصة المؤلمة التي بدأت على الهواء مباشرة وانتهت في الزنزانة.

هذا الحكم لم يكن نهاية القصة، بل ذروة مأساة إنسانية مؤلمة، كما وصفها الإعلام التركي الذي تابع كل تفاصيل القضية لحظة بلحظة.

صدمة ديليك شاهين… هل تلتئم الجراح؟

لم تكن ديليك بحاجة للعدالة بقدر حاجتها للشفاء من صدمة لا تُوصف. ظهرت الفتاة خلال الحلقة الأخيرة من البرنامج، وهي تغادر المكان والدموع تنهمر من عينيها، في لحظة عجزت الكلمات عن التعبير عن قسوتها.

قالت في لحظة مؤثرة:

“أمي كانت كل عالمي… لكنها حطمتني، كسرتني من الداخل، لن أثق في أحد مجددًا”.

الآلاف من المتابعين تضامنوا مع ديليك على وسائل التواصل، ووجهوا رسائل دعم ومساندة، تعبيرًا عن تعاطفهم مع فتاة خُذلت من أقرب الناس إليها.

الإعلام التركي والبرنامج الذي كشف المستور

برنامج “مع إسراء إرول” الذي يعرض على القناة التركية ATV، لعب دورًا محوريًا في كشف تفاصيل القصة، إذ استضاف ديليك، الأم، والخطيب، وجعلهم يواجهون الحقيقة أمام الملايين.

خلال الحلقات، تبادل الجميع الاتهامات، وانفجرت تفاصيل العلاقات والخيانة، إلى أن تصاعدت الأمور وتدخلت الجهات الأمنية لإنهاء الفوضى.

جريمة حب أم خيانة خالصة؟

المدافعون عن الأم والخطيب، رغم قلتهم، اعتبروا أن الحب “قد يُفقد الإنسان صوابه“، بينما يرى الغالبية أن ما جرى ليس سوى أنانية وخيانة مكتملة الأركان، لاسيما أن الفتاة كانت تعاني من ضعف إدراكي جعلها فريسة سهلة.

كيف استقبل الشارع التركي الحكم؟

ما إن نُطق بالحكم حتى انتشر الخبر كالنار في الهشيم. الصحف، القنوات، والمواقع الاجتماعية تناقلت الخبر تحت عناوين مثل:

“عدالة ديليك تتحقق”

“خيانة الأم لم تمر مرور الكرام”

“جمعة وغولداني خلف القضبان”

الجميع اتفق أن هذه القضية ستظل حاضرة في الأذهان طويلاً، باعتبارها رمزًا للخذلان الأسري الموجع، رغم صدور الحكم، فإن الجرح الحقيقي في قصة ديليك قد لا يندمل. الخيانة تركت ندبة نفسية عميقة، تحتاج إلى علاج طويل، ودعم نفسي متواصل.

إن الحكم بالسجن بحق الأم وجمعة دوغان ليس مجرد نهاية قانونية لقضية خيانة، بل بداية حديث مجتمعي عميق حول القيم، والمسؤوليات الأسرية، وحدود العلاقات، والتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

قصة ديليك شاهين ستبقى محفورة في ذاكرة الأتراك، ليس فقط كقصة ألم، بل كرمز للقوة والصمود في وجه خيانة لا تُغتفر.

نور الهاشمي

كاتبة ومحررة تركز على تقديم محتوى يُلبي اهتمامات القراء، مع اهتمام خاص بالمواضيع المعاصرة والمميزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى