الأسباب الحقيقية وراء إغلاق محلات بـ لبن في مصر والسعودية وكافة الدول العربية: قصة نجاح توقفت فجأة
إغلاق محلات بـ لبن، صدمة كبيرة اجتاحت قطاع الأغذية والمشروبات في العالم العربي، أعلنت سلسلة محلات بـ لبن، الرائدة في تقديم منتجات الألبان والحلويات الشرقية، عن إغلاق كامل لجميع فروعها داخل مصر، والتي تُعد قلب عملياتها التشغيلية. لم يكن الخبر متوقعًا، خصوصًا أن “بـ لبن” كانت حتى وقت قريب تمثل قصة نجاح مصري ملهمة، بدأت من حلم شاب وانطلقت لتغزو 9 دول عربية.
لكن بين ليلة وضحاها، تحولت هذه القصة إلى نداء استغاثة، ومناشدة عاجلة وجهتها الشركة عبر حساباتها الرسمية، وعلى رأسها صفحتها على فيسبوك، إلى القيادة السياسية لإنقاذها مما وصفته بـ”أزمة تهدد الوجود بالكامل”.
في هذا المقال سنتعرف على أسباب إغلاق محلات بـ لبن في مصر والدول العربية، تفاصيل بيان الشركة الرسمي ونداء الاستغاثة وحكاية مؤمن عادل مؤسس المشروع، التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية لإغلاق 110 فرعًا وردود الفعل والسيناريوهات المحتملة لمستقبل العلامة التجارية.
من هي سلسلة محلات بـ لبن؟
“بـ لبن” هي سلسلة مصرية متخصصة في تقديم منتجات الألبان والحلويات الشرقية والمعاصرة، بدأت كمشروع صغير بأيدي شاب مصري يُدعى مؤمن عادل، والذي تخرّج من كلية الطب البيطري، قبل أن يحوّل شغفه وريادته إلى واحدة من أهم قصص النجاح في ريادة الأعمال داخل قطاع الأغذية في العالم العربي.
محطات بارزة في قصة “بـ لبن”:
- 2015 : تأسيس أول فرع محلي في القاهرة.
- 2018 : التوسع إلى أكثر من 50 فرعًا في مصر
- 2020 : الانتشار في عدة دول عربية مثل السعودية، المغرب، الكويت
- 2024 : افتتاح الفرع رقم 110 في مصر
- 2025 : إعلان الإغلاق الكامل لجميع الفروع.
بيان إغلاق محلات بلبن 2025: نداء استغاثة من قلب الأزمة
أعلنت شركة بـ لبن رسميًا عن إغلاق جميع فروعها البالغ عددها 110 فرعًا داخل مصر، إضافة إلى المصانع والمنشآت التشغيلية التي كانت تُوظف أكثر من 25,000 موظف وعامل مصري.
مقتطف من البيان الرسمي:
“نكتب إليكم اليوم من موقع بالغ الخطورة… نعم، كل فروع ومصانع الشركة أُغلقت بالكامل. وجميع عمليات التشغيل داخل مصر التي كانت تمثل القلب النابض لمشروع مصري ناجح ومشرّف توقفت تمامًا.”
وأضاف البيان:
“لم يُتح لنا حتى الآن فهم الأسباب أو آليات المعالجة، ما وضع الشركة والعاملين بها في حالة من الشلل الكامل.”
كما وجّهت الشركة نداء عاجلًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي مناشدةً التدخل لحماية مستقبل آلاف العاملين الذين فقدوا مصدر رزقهم، حيث يعمل 25 ألف مصري في 9 دول عربية، وحقق خلال سنوات قليلة ما يمكن اعتباره نموذجًا مشرفًا في قطاع الأغذية والمشروبات.
الأسباب الحقيقية وراء إغلاق محلات بـ لبن
رغم عدم صدور توضيح رسمي نهائي من الجهات الحكومية، تشير المعطيات والمصادر المقربة إلى عدة عوامل رئيسية تقف وراء هذا القرار الصادم:
تعقيدات إدارية وقانونية
- صعوبات في إصدار التراخيص للفروع الجديدة
- تشديدات من الجهات الرقابية في بعض المحافظات
- إجراءات تنظيمية جديدة أثرت على العمليات التشغيلية
ضغوط اقتصادية وارتفاع تكاليف التشغيل
- ارتفاع أسعار المواد الخام، خصوصًا مشتقات الألبان
- زيادة التكاليف التشغيلية (إيجارات، كهرباء، مرتبات)
- عدم القدرة على رفع الأسعار بنفس وتيرة التكاليف خوفًا من فقدان الزبائن
أزمة في سلاسل الإمداد والإنتاج
- توقف مصانع التوريد الخاصة بالشركة
- صعوبات في الاستيراد أو الشحن الداخلي
- تأثير اضطرابات السوق على استقرار التوزيع
غياب الدعم المؤسسي الكافي
- وفقًا لبيان “بـ لبن”، لم تتم الاستجابة لمحاولاتهم للتواصل مع المسؤولين أو الحصول على حلول تنظيمية تنقذ المشروع
- عدم وجود بيئة تنظيمية مرنة تسمح بالتوسع السلس
التأثير الاقتصادي والاجتماعي لإغلاق “بـ لبن”
إغلاق بهذا الحجم ليس مجرد خسارة مشروع تجاري، بل يمثل ضربة قاسية على عدة مستويات:
تأثير على سوق العمل
- فقدان مباشر لـ 25,000 فرصة عمل
- تأثر الأسر المرتبطة بهؤلاء العاملين
- تراجع في قطاع التوظيف داخل شركات الأغذية
تأثير على ثقة المستثمرين
- إرسال إشارات سلبية عن مناخ الاستثمار الداخلي
- تحذير لرواد الأعمال من غياب الحماية التنظيمية
تأثير على الاقتصاد المحلي
- انخفاض الإنفاق الاستهلاكي في مناطق كانت تعتمد على فروع “بـ لبن”
- توقف نشاط مصانع محلية كانت تورد للمشروع
ردود فعل الشارع والمجتمع الرقمي
شهدت صفحات التواصل الاجتماعي حالة كبيرة من التفاعل مع الخبر، ما بين:
- الدعم الكامل للمؤسس مؤمن عادل ودعوته للاستمرار
- انتقادات للجهات التنظيمية بسبب ما وُصف بالإهمال في حماية مشروع ناجح
- حالة من الصدمة على فقدان سلسلة كانت تقدم تجربة مميزة للزبائن
حكاية مؤمن عادل مؤسس سلسلة محلات بـ لبن
بدأ مؤمن عادل حياته كطبيب بيطري، لكنه سرعان ما لاحق حلمه في تقديم منتجات لبنية بطابع عصري وشعبي في آنٍ واحد. اعتمد على الجودة، التصميم الداخلي المبتكر، والأسلوب الحديث في التسويق، ليخلق علامة أصبحت محط أنظار الشباب العربي.
قصة “بـ لبن” كانت تُدرّس في المحافل الأكاديمية والمبادرات الاستثمارية، كمثال على نجاح “صنع في مصر” وانتشر عربيًا.
رغم حجم الأزمة، فإن إعلان الشركة عن نداء استغاثة قد يشير إلى نية الاستمرار إن توفرت الحلول، خصوصًا أن المشروع لا يزال حيًا في الدول العربية الأخرى مثل السعودية، المغرب، الإمارات، وغيرها.
الاحتمالات المطروحة:
- عودة محتملة بعد تدخل حكومي أو رئاسي
- إعادة هيكلة داخلية وتشغيل بعض الفروع تدريجيًا
- نقل المركز التشغيلي إلى دولة عربية أخرى
هل تنتهي قصة “بـ لبن” هنا؟
ما يحدث مع سلسلة “بـ لبن” ليس مجرد أزمة شركة، بل درس حقيقي لكل رائد أعمال، فبين الطموح والواقع، هناك الكثير من العقبات التنظيمية والاقتصادية. لكن ما يميّز المشاريع الناجحة هو قدرتها على النهوض، و”بـ لبن” ما زال أمامه فرصة للعودة.
الأمل ما زال قائمًا، والدعم الجماهيري والمهني كبير، ويبقى السؤال الآن: هل تتدخل الدولة لإنقاذ واحدة من أنجح القصص الاستثمارية الحديثة في مصر؟.