سبب وفاة تركي خنجي.. وداعًا لابتسامة الملاعب وقلوب الجماهير

في مشهد محزن وغير متوقع، استيقظت الأوساط الرياضية السعودية صباح الثلاثاء 15 أبريل 2025 على خبر وفاة اللاعب الشاب تركي خنجي، والذي شكّل صدمة موجعة لكل من عرفه داخل وخارج الملعب، الرحيل المفاجئ للاعب الذي عُرف بابتسامته وروحه الرياضية الراقية، لم يكن فقط خسارة للكرة السعودية، بل لفئة الشباب الذين رأوا فيه نموذجًا مميزًا للأداء والانضباط والخلق.

ما زاد من وطأة الحدث أن  وفاة تركي خنجي اللاعب السعودي جاءت عقب ساعات قليلة فقط من ظهوره في أحد ملاعب كرة القدم، حيث كان نشيطًا ومتفاعلًا، الأمر الذي جعل من خبر وفاته بمثابة صفعة موجعة لمحبيه، وكأن الحياة قررت أن تنهي مشهد حضوره على حين غفلة.

من هو تركي خنجي؟

تركي سعيد خنجي هو أحد الأسماء التي برزت في الأوساط الرياضية خلال العقد الماضي، لاعب عرف بتفانيه في الملعب، واحترامه داخل غرف تبديل الملابس، وانضباطه في كافة جوانب حياته الرياضية.

نشأ خنجي في مدينة سعودية عرفت بحبها للرياضة، وتدرج في عدة فرق محلية كان أبرزها نادي النجمة، ثم انتقل لتمثيل أندية مثل الوطني وأبها، حيث حظي بمكانة خاصة في خط الدفاع، واشتهر بقراءته الممتازة للكرة وقدرته على استخلاصها دون ارتكاب أخطاء.

كما حصل في عام 2016 على جائزة أفضل مدافع في بطولة سابك، وهي واحدة من الجوائز التي كانت بمثابة شهادة تقدير لمسيرته الصاعدة وقتها.

سبب وفاة تركي خنجي المفاجئة

في مساء اليوم السابق لوفاته، شوهد تركي خنجي وهو يمارس نشاطه المعتاد في أحد ملاعب كرة القدم، حيث التقاه الصحفي الرياضي المعروف محمد الحليو، الذي وصف آخر لحظات لقائه بالراحل بمنشور مؤثر جاء فيه:

“في الأمس.. يضمني.. يحضنني بسلامه.. ويحب راسي.. كأنها ليلة وداع”.

وفي صباح اليوم التالي، استيقظ الحليو – كما آلاف المحبين – على خبر الوفاة، ليتحول حديث الأمس إلى ذكرى، وابتسامة اللقاء إلى دمعة فراق.

ورغم الحزن الكبير، لم تُصدر الجهات الصحية أو العائلية أي بيان رسمي يكشف السبب الدقيق للوفاة حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لكن مصادر مقرّبة أشارت إلى أنها كانت نتيجة عارض صحي مفاجئ، ربما يتعلق بالقلب أو بجلطة مفاجئة، دون تأكيد طبي نهائي.

ردود فعل الجمهور ووسائل الإعلام

منذ إعلان الوفاة، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الرسائل التي حملت الدعاء، والذكريات، والصدمة.

هاشتاغ #تركي_خنجي تصدر قائمة الترند في السعودية لساعات طويلة، حيث نشر الرياضيون السابقون وزملاء خنجي صورًا ولقطات من المباريات التي شارك فيها، وكتبوا عبارات تفيض بالمشاعر.

حتى من لم يكن يعرفه عن قرب، شعر أن القصة أكبر من مجرد لاعب كرة. إنها حكاية شاب في ريعان العطاء، توقفت رحلته فجأة، ليُخلّف أثرًا طيبًا وسيرة عطرة.

كيف يتعامل الرياضيون مع صدمة الرحيل المفاجئ؟

وفاة تركي خنجي أعادت طرح سؤال مهم: هل يحصل الرياضيون على متابعة طبية كافية؟، فاللاعب الذي ظهر بصحة ممتازة، توفي بشكل غير متوقع، وهو أمر تكرر مع حالات مشابهة في السنوات الأخيرة، ما يدفع للتركيز على أهمية:

  • الفحوصات القلبية الدورية
  • التقييم البدني قبل وبعد المباريات
  • الرصد المستمر لأي أعراض غير اعتيادية
  • التثقيف الصحي المستمر للرياضيين الشباب

إرث تركي خنجي: ليس مجرد مدافع

رغم أن تركي خنجي لم يكن من مشاهير الملاعب على غرار نجوم الصف الأول، إلا أن ما تركه من حب بين زملائه وأثر بين جمهوره، يفوق الألقاب والأرقام.

فهو من أولئك الذين يُذكرون بابتسامتهم، بحماسهم، وبالاحترام الذي فرضوه على الجميع، وقد يصبح هذا الإرث – الإنساني قبل الرياضي – هو أهم ما سيبقى خالدًا في ذاكرة محبيه.

الوداع صعب، لكن الأصعب هو وداع المفاجآت، فحين يغيب شاب مثل تركي خنجي، دون مقدمات، لا نملك إلا أن نقف للحظة، نستعيد الصور، نتأمل في مسيرته، وندعو له بالرحمة.

رحل جسده، لكن بقيت روحه ترفرف في قلوب كل من عرفوه، في المدرجات والملاعب، وفي ذاكرة الرياضة السعودية التي ودّعته مبكرًا.. لكنه سيبقى خالدًا.

أحمد سيف

كاتب موهوب يمتلك أسلوبًا متميزًا في الكتابة، يتناول مختلف المجالات بدقة ووضوح،مُبدع يُتقن صياغة الكلمات بأسلوبٍ شائقٍ وجذابٍ ليُبحر بك في رحلةٍ معرفيةٍ غنيةٍ تتنوع فيها الموضوعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى