من هم أعضاء خلية التخريب في الأردن؟ خلية تصنيع الصواريخ في الأردن تتيع الإخوان المسلمين

في تطور أمني لافت هزّ الشارع الأردني، أعلنت السلطات الأردنية عن إحباط مخطط تخريبي معقّد كان يهدف إلى زعزعة استقرار المملكة، من خلال تصنيع صواريخ وطائرات مسيرة، وتجنيد عناصر محليين لتدريبات في الخارج.

خلية التخريب التي كشفتها أجهزة المخابرات العامة فجّرت جدلًا سياسيًا واسعًا، خاصة مع اتهامات غير مباشرة طالت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، ووجود مؤشرات على ارتباط بعض أفراد الخلية بـحركة حماس.

وفيما نفت جماعة الإخوان أي علاقة لها بالأحداث، أعلنت الحكومة الأردنية تقديم المتورطين إلى محكمة أمن الدولة، وسط حالة من التأهب الشعبي والسياسي. في هذا التقرير، نستعرض كل ما كشفته التحقيقات، هوية المتهمين، الردود الرسمية، والمواقف السياسية والإقليمية حول القضية وأعضاء خلية الصواريخ.

ما هي خلية التخريب في الأردن؟

كشفت السلطات الأردنية عن اعتقال 16 شخصًا من المواطنين الأردنيين، اتُهموا بالتخطيط لتصنيع صواريخ، حيازة متفجرات، وبناء طائرات مسيرة، في إطار خطة تهدف لشنّ عمليات داخل المملكة، خلية الإخوان المسلمين المعرفة إعلامياً بـ خلية التخريب والتي تم كشف افرادها والمخطط التخريبي لها رغم نفي الجماعة.

أبرز ما تضمنه المخطط:

  • إنتاج صواريخ قصيرة المدى (3 – 5 كم) باستخدام أدوات محلية وخبرات خارجية.
  • حيازة متفجرات وعبوات ناسفة متقدمة.
  • مشروع تصنيع طائرات مسيرة هجومية.
  • تجنيد أردنيين وإرسالهم للتدريب في الخارج، تحديدًا في لبنان.

ووفق البيان الرسمي الصادر عن المخابرات العامة الأردنية، فإن عمليات الرصد والمتابعة بدأت منذ عام 2021، أي أن التحركات المشبوهة كانت تحت المراقبة لمدة ثلاث سنوات قبل التدخل الحاسم.

هل خلية التخريب مرتبطة بحماس والإخوان المسلمين؟

ارتباطات بحماس

أفادت وكالة “رويترز” نقلًا عن مصدر أمني أردني أن عددًا من المشتبه بهم يرتبطون بحركة حماس.

وأشارت التحقيقات إلى أن بعضهم تلقى تدريبات خارج البلاد، تحديدًا في لبنان، حيث يُعتقد أن التدريب تم عبر خلايا تابعة لحماس.

الإخوان المسلمون في الواجهة

بالرغم من عدم صدور اتهام رسمي مباشر، إلا أن التقارير الإعلامية ربطت بين بعض المعتقلين وجماعة الإخوان المسلمين في الأردن.

وهو ما دفع الجماعة إلى إصدار بيان عاجل نفت فيه بشكل قاطع أي علاقة لها بالمتورطين أو بالمخطط، وجاء في البيان:

“ما تم الإعلان عنه من تفاصيل وتطورات هو اجتهادات وتصرفات فردية لا علاقة للجماعة بها، ولا تعبّر عن سياستها أو مواقفها”.

هل هناك صلة باعتقال قيادات من “جبهة العمل الإسلامي”؟

في سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية أردنية باعتقال الناشط السياسي خالد الجهني، وهو رئيس حزب جبهة العمل الإسلامي – الذراع السياسية للإخوان – داخل البرلمان الأردني.

ورغم أن السلطات لم تربط رسميًا بين اعتقال الجهني والمخطط، إلا أن التوقيت أثار تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية.

موقف الحكومة الأردنية

في مؤتمر صحفي رسمي، كشف متحدث الحكومة الأردنية عن مقاطع فيديو ووثائق تظهر استعداد الخلية لتنفيذ مخططات إرهابية.

وتم عرض صور لصواريخ وأسلحة ومكونات طائرات مسيرة عُثر عليها بحوزة المعتقلين، وأكد أن القضية تشمل أربع خلايا مستقلة تعمل ضمن شبكة منظمة.

وأكد المسؤول الحكومي أن “الإجراءات القانونية جارية، وجميع المتهمين يُحاكمون أمام محكمة أمن الدولة بموجب قانون مكافحة الإرهاب”.

موقف لبنان والولايات المتحدة

أعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام عن تضامن بلاده الكامل مع الأردن، مؤكداً استعداد بيروت للتعاون الكامل في التحقيقات، خصوصًا مع ورود اسم لبنان كموقع تدريب لبعض المشتبه بهم.

وفي المقابل، أبدت الولايات المتحدة وإسرائيل قلقًا من وجود “خلايا معارضة في الأردن” تعمل على إثارة الفوضى. وكشفت مصادر دبلوماسية عن مشاورات سرية بين الأردن وشركائه الأمنيين الدوليين حول سبل مواجهة هذا التهديد.

أبعاد القضية وخطورتها

تكمن خطورة هذه القضية في عدة نقاط:

  • التوقيت الحساس الذي تمر به المنطقة، مع تصاعد التوترات الإقليمية.
  • المستوى المتقدم للمخطط الذي لم يقتصر على التخطيط، بل شمل تصنيع أسلحة فعلية.
  • الأبعاد السياسية والتنظيمية في ظل الاتهامات التي تطال جماعات سياسية فاعلة.
  • التداخل الإقليمي مع جهات مثل حماس ولبنان، مما يُعقّد الملف الأمني والسياسي.

وفي الختام، تكشف خلية تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة في الأردن عن تحديات أمنية متزايدة تواجهها المملكة في ظل الاضطرابات الإقليمية ومحاولات التدخل الخارجي.

وبينما تؤكد الحكومة الأردنية عزمها على حماية استقرار البلاد بكل الوسائل، تواجه جماعة الإخوان المسلمين ضغوطًا كبيرة لنفي علاقتها بأفراد الخلية، وسط تحقيقات مستمرة قد تحمل مفاجآت جديدة.

تُعد هذه القضية الأخطر منذ سنوات، ليس فقط بسبب محتواها العسكري، بل لما تحمله من انعكاسات سياسية وتنظيمية على مستقبل الجماعات الإسلامية في الأردن والمنطقة.

 

نور الهاشمي

كاتبة ومحررة تركز على تقديم محتوى يُلبي اهتمامات القراء، مع اهتمام خاص بالمواضيع المعاصرة والمميزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى