هل قتلت إسرائيل عيدان ألكسندر؟ قصف موقع المحتجز الإسرائيلي الأمريكي في غزة

بينما تتواصل العمليات العسكرية في قطاع غزة، تصاعدت الأسئلة الصادمة: هل قتلت إسرائيل جنديها الأسير عيدان ألكسندر؟، السؤال لم يأتِ من فراغ، بل بعد إعلان رسمي من كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – عن فقدان الاتصال بالمجموعة التي كانت تحتجز الجندي الأمريكي الإسرائيلي في موقع تعرض لقصف إسرائيلي مباشر.

الحادثة أعادت ملف الأسرى إلى الواجهة، وأثارت جدلًا حادًا بين أوساط سياسية وعسكرية، ليس فقط داخل إسرائيل، بل حتى في الولايات المتحدة، حيث يحمل ألكسندر الجنسية الأمريكية.

فما هي حقيقة ما حدث؟ وهل فعلاً قررت إسرائيل التخلص من هذا الملف المحرج؟ أم أن الأمر مجرد حادثة عسكرية غير مقصودة؟ إليك كل ما نعرفه حتى الآن.

من هو عيدان ألكسندر؟

  • الاسم الكامل: عيدان ألكسندر
  • العمر: 21 عامًا
  • الجنسيات: أمريكية وإسرائيلية
  • الوضع: أسير لدى حماس منذ 7 أكتوبر 2023
  • مكان الأسر: نقطة تفتيش كيسوفيم خلال عملية “طوفان الأقصى”
  • الانتماء العسكري: جندي في لواء جولاني، أحد الألوية المقاتلة في الجيش الإسرائيلي

وُلد عيدان في تل أبيب لعائلة أمريكية يهودية، لكنه نشأ في نيوجيرسي – الولايات المتحدة، بعد تخرجه من الثانوية عام 2022، قرر العودة إلى إسرائيل والانضمام للجيش بدافع قومي، ليتم أسره لاحقًا خلال هجوم مفاجئ نفذته حماس.

إعلان القسام: فقدان الاتصال بعد قصف مباشر

في بيان عاجل، أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، أنهم فقدوا الاتصال بالمجموعة التي تحتجز عيدان ألكسندر، بعد قصف إسرائيلي مباشر استهدف موقعهم، وأضاف:

“نرجح أن القصف كان متعمدًا للتخلص من عبء الأسرى مزدوجي الجنسية، وفتح المجال لمواصلة الحرب دون ضغوط دولية”.

وتعد هذه التصريحات الأولى من نوعها منذ بداية الحرب، إذ تعني ضمنيًا احتمال مقتل الجندي الأسير نتيجة قصف جيش بلاده.

لماذا قد تقدم إسرائيل على ذلك؟

التخلص من عبء التفاوض

عيدان كان يُشكل ورقة ضغط كبيرة على الحكومة الإسرائيلية، خصوصًا مع تدخل الولايات المتحدة وتقديمها مقترحات متعددة للإفراج عنه، مقابل مطالب فلسطينية عالية.

تفادي الصفقات “المُكلفة”

إسرائيل تواجه ضغوطًا داخلية من عائلات الأسرى، لكن تقديم تنازلات كبيرة، خاصة إطلاق سراح آلاف المعتقلين الفلسطينيين، يثير موجات غضب من التيارات اليمينية.

تجنب إحراج سياسي

أظهر عيدان في تسجيلات بثتها حماس، انتقاده الشديد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال إنه “تُرك للموت”. ظهور هذه التصريحات مجددًا أثناء المفاوضات يضر بصورة الحكومة.

ما موقف الولايات المتحدة؟

عيدان يحمل الجنسية الأمريكية، وكانت واشنطن تمارس ضغوطًا كبيرة لإدراجه في أي صفقة تبادل، وقد وصفت الحكومة الأمريكية قضيته بـ”أولوية قصوى”.

وحتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي أمريكي حول إعلان فقدان الاتصال به، لكن من المتوقع أن يكون هناك تحرك دبلوماسي مكثف خلال الساعات القادمة.

سيناريوهات محتملة لما حدث

السيناريو الأول: مقتل عيدان ألكسندر فعلًا

وفق هذا السيناريو، يكون القصف الإسرائيلي قد استهدف الموقع الذي كان يُحتجز فيه ألكسندر، وأدى إلى مقتله هو والمجموعة المسؤولة عن احتجازه، سواء عن قصد أو نتيجة خطأ استخباراتي.

السيناريو الثاني: محاولة لقطع خيوط التفاوض

قد يكون القصف محاولة لتصفية العناصر المحتجزة للجندي، بهدف قطع خيوط المعلومات والتفاوض، وإعادة صياغة المشهد الأمني بعيدًا عن الضغوط الأمريكية.

السيناريو الثالث: مجرد شائعة ضمن حرب إعلامية

من غير المستبعد أن يكون إعلان القسام محاولة لإرباك الطرف الإسرائيلي، أو الضغط على الأطراف الوسيطة في المفاوضات الجارية بالقاهرة.

حماس لم تؤكد رسميًا مقتل ألكسندر، بل قالت فقط إنها “فقدت الاتصال” بالمجموعة، وإسرائيل لم تعلّق حتى الآن، واكتفت بالتكتم الإعلامي حول الحادثة، اما عائلة الجندي التزمت الصمت وسط حالة من الصدمة.

هل يمكن أن تُفتح تحقيقات دولية؟

نظرًا لأن عيدان ألكسندر مواطن أمريكي، فإن مقتله المحتمل في قصف من جيش الاحتلال الإسرائيلي قد يثير موجة مطالبات أمريكية بالتحقيق، خاصة إذا ثبت أن القصف كان مقصودًا وليس عشوائيًا.

وفي الختام ، يبقى السؤال مفتوحًا: هل قتلت إسرائيل أحد جنودها – الذي يحمل أيضًا الجنسية الأمريكية – فقط للتخلص من عبء المفاوضات والضغوط؟، سواء كان الأمر حادثًا عسكريًا عشوائيًا أو عملية مقصودة، فإن حادثة عيدان ألكسندر ستظل واحدة من أكثر فصول الحرب في غزة إثارة للجدل، وستترك أثرًا طويل الأمد في علاقات إسرائيل الدولية، وملف الأسرى الذي لا ينتهي.

محمد علاء

محرر وصحفي متميز يتمتع بخبرة واسعة في صياغة الأخبار وتحريرها بأسلوب شيق ودقيق، يساهم في تقديم محتوى متنوع وموثوق للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى