مقتل رجل الأعمال السوري علي قدور الزرقاني بعد اختطافه في حلب: القصة الكاملة
أثارت حادثة مقتل رجل الأعمال السوري علي قدور الزرقاني صدمة واسعة في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية داخل سوريا، بعد أن تم الإعلان عن العثور على جثته في مدينة حلب عقب شهر من اختفائه في ظروف غامضة، شخصية الزرقاني التي اشتهرت في قطاعات البناء والصناعة على مدار سنوات طويلة، كانت تُعد من أبرز الداعمين لمشاريع البنية التحتية في شمال البلاد، ما زاد من صدمة المجتمع عند انتشار خبر مقتله.
هذه الحادثة التي تعيد إلى الواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه البلاد، لا تزال قيد التحقيق، وسط تساؤلات عديدة حول خلفيات الجريمة، ودوافع الجناة، والعلاقة المحتملة بين الأعمال والمصالح السياسية.
من هو علي قدور الزرقاني ويكيبيديا؟
ولد علي قدور الزرقاني في محافظة حلب، ونشأ في بيئة ذات اهتمام اقتصادي وتجاري، عُرف منذ شبابه بحبه للاستثمار والعمل الحر، حيث أسس عددًا من المشاريع الحيوية في قطاع الصناعة والإنشاءات، وتمكن خلال عقدين من الزمن من بناء اسم يُشار إليه بالبنان في أوساط رجال الأعمال المحليين.
كان الزرقاني يمتلك:
- مصنعًا للإسمنت
- معمل سيراميك
- مجبل زفت حديث لخدمة مشاريع إعادة تأهيل الطرق والبنية التحتية
واشتهر في الأوساط المجتمعية بدعمه لعدد من المبادرات الإنسانية وخلق فرص العمل، لا سيما في المناطق المتضررة من الحرب، حيث وفر وظائف لعشرات الأسر.
المشوار المهني لـ علي قدور الزرقاني
امتدت مسيرته المهنية لما يزيد عن 25 عامًا، ترك فيها بصمة بارزة في حلب خصوصًا، والشمال السوري عمومًا، استطاع من خلال مشاريعه:
- المساهمة في إعادة إعمار الأحياء المتضررة
- توفير مواد البناء بأسعار مناسبة للمقاولين المحليين
- تمويل مشاريع البنية التحتية بالتعاون مع بلديات حلب وريفها
وكان يُعرف عنه أنه رجل أعمال طموح، متواصل مع مختلف أطياف المجتمع، ورافض للانخراط في الصراعات السياسية، وهو ما جعله شخصية مقبولة في بيئات متناقضة داخل حلب.
تفاصيل اختطاف علي قدور الزرقاني
في أوائل مارس 2025، اختفى علي الزرقاني بعد مغادرته أحد مواقع العمل الخاصة به في ضواحي حلب، لم ترد أي معلومات عنه منذ لحظة اختفائه، ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، ما جعل الحادثة محط شكوك أمنية وتجارية في آن معًا.
وعلى الرغم من محاولات أسرته التوصل إلى معلومات، وطلبها تدخل الجهات الأمنية، لم يتم إحراز أي تقدم ملحوظ، حتى جاء الخبر الصادم بعد نحو شهر، حين تم العثور على جثة الزرقاني في منطقة مهجورة داخل حلب.
تفاصيل وفاة علي قدور الزرقاني
أفادت وسائل إعلام سورية محلية، أن جثة علي الزرقاني وُجدت وقد تعرضت لعلامات عنف واضحة، ما يشير إلى أن الوفاة لم تكن طبيعية، بل نتيجة قتل متعمد بعد اختطاف دام لأيام.
ولم تكشف السلطات حتى الآن عن الطريقة التي قُتل بها، لكنها أكدت فتح تحقيق موسع بعد إلقاء القبض على عدد من المشتبه بهم، وأعلن الأمن العام القبض على عصابة متورطة بجريمة قتل رجل الأعمال “علي قدور الزرقاني” بعد شهر من اختطافه بغرض طلب الفدية.
ورغم القبض على بعض الأشخاص الذين يُعتقد أنهم على صلة بالجريمة، لم يتم الإفصاح عن أي تفاصيل رسمية بشأن الدوافع، مما فتح المجال أمام العديد من السيناريوهات:
- خلافات تجارية
- ابتزاز مالي
- تصفيات لها أبعاد سياسية أو اقتصادية
تفاعل المجتمع مع الحادثة
تفاعل سكان حلب والمجتمع السوري بشكل واسع مع حادثة مقتل الزرقاني، حيث اعتبر كثيرون أن فقدان رجل بمثل هذا الوزن الاقتصادي هو خسارة مزدوجة، على الصعيدين الإنساني والمهني.
وشارك العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل تعزية، ودعوا إلى كشف ملابسات الجريمة ومعاقبة الجناة.
كما طالب عدد من رجال الأعمال السوريين الجهات المختصة بضرورة حماية المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، مؤكدين أن استمرار مثل هذه الجرائم قد يؤثر سلبًا على بيئة الأعمال وإعادة الإعمار.
التحقيقات الجارية والسيناريوهات المحتملة
حتى الآن، لا تزال التحقيقات الأمنية قيد العمل، وسط وعود من المسؤولين بالكشف عن الحقيقة كاملة، ومحاسبة من تورط في هذا “العمل الإجرامي”، بحسب وصفهم.
من بين السيناريوهات المتداولة:
- خلافات مالية مع شركاء محليين قد تكون تفاقمت وانتهت بعملية قتل.
- عصابات مسلحة تسعى لابتزاز رجال الأعمال في مناطق ضعف أمني.
- عوامل سياسية أو صراعات نفوذ ضمن مشهد اقتصادي متوتر.
حادثة مقتل علي قدور الزرقاني ليست فقط جريمة جنائية، بل هي مؤشر خطير على واقع البيئة الأمنية والاستثمارية في مناطق مثل حلب.
وبين غموض التفاصيل وضبابية الدوافع، تبقى الحقيقة مرهونة بتحقيقات قد تُسدل الستار عن واحدة من أكثر قضايا رجال الأعمال السوريين إثارة للجدل في السنوات الأخيرة.