من هي الراهبة أغنيس مريم الصليب؟ راهبة الأسد التي يلاحقها القضاء السوري بتهم خطيرة
بين الصليب والسياسة، تقف راهبة لبنانية تُعرف باسم “أغنيس مريم الصليب” في قلب العاصفة السورية، بعدما تحولت من شخصية رهبانية إلى رمز مثير للجدل بسبب مواقفها السياسية، وعلاقتها بالنظام السوري السابق، وصولًا إلى التورط في ملفات حساسة مرتبطة بالحرب، والإعلام، وحتى العلاقات الدولية.
فمن هي الراهبة أغنيس مريم الصليب؟ ولماذا أصدرت السلطات السورية توجيهًا بتحريك دعوى قضائية ضدها؟ وما حقيقة الاتهامات الموجهة إليها؟ في هذا المقال، نغوص في التفاصيل.
من هي أغنيس مريم الصليب ويكيبيديا؟
- الاسم الحقيقي: فادية اللحام
- تاريخ الميلاد: 1952
- مكان الولادة: بيروت، لبنان
- الأصل العائلي: والدها فلسطيني من الناصرة نزح عام 1948، ووالدتها لبنانية.
- الاسم الديني: أغنيس مريم دي لا كروا (أي مريم الصليب)
التحول الديني والنشاط الرهباني
تلقت تعليمها في مدارس الراهبات الفرنسيات، وانضمت إلى رهبنة كرملية عام 1971، حيث عاشت حياة دينية تقليدية قبل أن تنتقل إلى سوريا عام 1994 بهدف ترميم دير مار يعقوب المقطع في بلدة قارة بريف دمشق.
أسست لاحقًا جماعة دينية مسيحية متعددة الجنسيات تضم راهبات ورهبانًا، وعملت على ترسيخ حضور الكنيسة الكاثوليكية في منطقة يغلب عليها الطابع الإسلامي.
دور أغنيس مريم الصليب في سوريا: دعم النظام ومهاجمة المعارضة
منذ بداية الثورة السورية عام 2011، اتخذت الأم أغنيس مواقف مؤيدة للنظام السوري بشكل واضح وصريح، وكانت من القلائل الذين برروا استخدام القوة ضد المظاهرات، متهمة المعارضين بأنهم “عناصر متطرفة تنفذ أجندات خارجية“.
أبرز تصريحاتها المثيرة للجدل، وصفت الثورة السورية بـ
“التمرد الإسلامي العنيف”
في تصريحات لجريدة أسترالية عام 2012.
اتهمت المعارضة بتلفيق مجزرة الغوطة الكيميائية في أغسطس 2013، ونشرت تقارير تحاول نفي وقوع الجريمة، رغم التأكيدات الدولية بحدوثها.
دعت بشكل غير مباشر لتدخل إسرائيل عسكريًا، معتبرة أن الوضع الإقليمي يتطلب إعادة ترتيب التحالفات لحماية الأقليات الدينية.
الاتهامات القانونية: قرار بتحريك دعوى قضائية في سوريا
في أبريل 2025، كشفت مصادر حقوقية سورية أن النائب العام للجمهورية العربية السورية وجّه بتحريك دعوى عامة ضد الأم أغنيس، على خلفية عدة اتهامات أبرزها:
- نشر معلومات كاذبة تتعلق باستخدام السلاح الكيميائي.
- تشويه صورة الثورة السورية والمشاركة في حملات دعائية خارجية ضد المعارضة.
- دعم تدخلات أجنبية في الشأن السوري، بما في ذلك إسرائيل، ما اعتُبر خرقًا للأمن القومي.
- علاقاتها مع منظمات أجنبية متهمة بالتجسس، ضمن حملة تحقيقات موسعة تُجريها جهات قضائية في دمشق.
علاقتها بقضية الصحفي الفرنسي جيل جاكيه
اتهمت جهات حقوقية الأم أغنيس بأنها سهّلت دخول الصحفي الفرنسي جيل جاكيه إلى سوريا عام 2012، ورافقته في جولة إعلامية قبل أن يُقتل في مدينة حمص، في ظروف غامضة.
رغم نفيها التورط المباشر، إلا أن عائلته وبعض الصحف الغربية أشاروا إلى أنها متورطة بطريقة غير مباشرة في ترتيب زيارته، التي انتهت بمقتله في مناطق خاضعة للنظام.
نشاطها الدولي: من الكنيسة إلى السياسة العالمية
في عام 2013، قامت الأم أغنيس بجولة في الولايات المتحدة وأوروبا لتقديم رواية النظام السوري حول الحرب.
نظمت جولتها منظمة أمريكية تُدعى “حركة التضامن السورية”، وقدمت خلالها تقارير إعلامية وصفت بأنها “دعاية مؤيدة لبشار الأسد”.
الجوائز والتكريمات
رغم الجدل، حصلت الأم أغنيس على عدة تكريمات، منها:
- وسام الاستحقاق الفرنسي برتبة فارس
- ترشيحات لجائزة نوبل للسلام
- الصليب الذهبي من منظمة فرسان مالطا
- دكتوراه فخرية من الاتحاد العالمي لنقابات الأشراف في بريطانيا
كيف ينظر إليها السوريون؟
- المؤيدون: يرونها مدافعة عن الوجود المسيحي في سوريا، يعتبرونها شخصية شجاعة لمواجهة ما يصفونه بـ”التطرف الإسلامي“.
- المعارضون: يتهمونها بـ”الخيانة” والضلوع في التغطية على جرائم حرب، يرونها أداة دعائية في يد النظام السوري وحلفائه من الفلول.
هل تُحاكم أغنيس مريم فعلاً؟
حتى الآن، لا توجد معلومات مؤكدة حول موعد مثولها أمام القضاء السوري، لكن صدور توجيه رسمي من النائب العام يعني أن الملف انتقل من كونه “حالة إعلامية” إلى إجراء قانوني فعلي، مما يفتح الباب أمام:
- إخضاعها للتحقيق
- مراجعة علاقتها بالجهات الأجنبية
- إصدار مذكرة توقيف إذا لم تمثل طوعًا أمام القضاء
وفي الختام ، تعتبر الأم أغنيس مريم الصليب هي واحدة من أكثر الشخصيات الدينية والسياسية المثيرة للجدل في سوريا الحديثة.
من راهبة متفرغة في دير صغير إلى مؤثرة في القرار الإعلامي والسياسي الدولي، مسيرتها مليئة بالتناقضات، لكنها تعكس تعقيدات الأزمة السورية، حيث تداخل الدين، والسياسة، والمصالح الدولية في معركة وجود لا تزال قائمة.
