سحب الجنسية الكويتية من الإعلامي إبراهيم بو عيده بعد منحه إياها لأعمال جليلة
في مشهد إعلامي كويتي لا يخلو من المفاجآت، صُدمت الأوساط الشعبية والإعلامية بإعلان رسمي عن سحب الجنسية الكويتية من الإعلامي إبراهيم محمد رزق أبو عيده، المعروف باسم “إبراهيم بو عيده“، في خطوة أعادت الجدل حول سياسة التجنيس في البلاد، ومعايير “الأعمال الجليلة” التي تمنح بموجبها الجنسية، وكذلك الأبعاد السياسية والاجتماعية لهذا النوع من القرارات.
وبدأ البحث عن الأسباب ومن هو إبراهيم بو عيده؟ ولماذا سُحبت منه الجنسية؟ ، في هذا المقال نقدم تفاصيل القصة، ونسلط الضوء على التفاصيل والاسباب الكاملة.
من هو إبراهيم بو عيده ويكيبيديا؟
الاسم إبراهيم محمد رزق أبو عيده، والمعروف إعلاميًا باسم “إبراهيم بو عيده“، هو إعلامي ومقدم برامج كويتي من مواليد الأردن من أصل فلسطيني، وفي العقد الخامس ، نشط لسنوات في الوسط الإعلامي الكويتي عبر القنوات والصحف المحلية، وعُرف بأسلوبه الهادئ والمتزن في طرح القضايا الاجتماعية والسياسية.
نشط إبراهيم أبو عيده على قناة العدالة من خلال برنامج هموم الناس ، رغم أنه لا يُعد من الأسماء المثيرة للجدل، إلا أن حضوره الإعلامي كان ملحوظًا، ونجح في كسب احترام شريحة كبيرة من المتابعين.
حصل على الجنسية الكويتية في 2005 أي قبل 20 عام ضمن فئة “الأعمال الجليلة“، وهو بند قانوني حسب المادة الخامسة يتيح منح الجنسية لمن قدموا خدمات معتبرة للدولة في مجالات متعددة مثل الإعلام، الرياضة، الأمن، أو الاقتصاد.
سحب الجنسية الكويتية من بو عيده: متى ولماذا؟
في أبريل 2025، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية، ضمن حملة شاملة لإعادة تنظيم ملفات الجنسية، عن سحب الجنسية الكويتية من الإعلامي إبراهيم محمد رزق أبو عيده، بدعوى أن عملية اكتسابها تمت وفق بند الأعمال الجليلة دون استيفاء كامل المعايير الجديدة التي أقرها المرسوم الأميري رقم 217 لسنة 2024.
هذا القرار جاء في سياق إعادة النظر في أكثر من 10,000 ملف تجنيس بالتبعية أو الاستثناء، في خطوة تستهدف – بحسب الحكومة – “تعزيز الهوية الوطنية الكويتية، وضمان التوازن الاجتماعي والديموغرافي في البلاد” ووكان من أبرزهم الشيخ نبيل العوضي، والفنان محمد العجيمي وأخرين.
ماذا يعني بند “الأعمال الجليلة”؟
“الأعمال الجليلة” هو بند قانوني موجود في قانون الجنسية الكويتي في المادة الخامسة ، يُستخدم لتجنيس أشخاص غير كويتيين ممن قدّموا خدمات جليلة للدولة.
لكن هذا البند تعرض خلال السنوات الأخيرة لانتقادات لكونه غير واضح المعايير، ما جعل قرارات منحه أو سحبه محل جدل دائم، وتُتهم أحيانًا بأنها تخضع للاعتبارات السياسية أو المزاجية أكثر من كونها تقييمًا موضوعيًا للكفاءة أو الإنجاز.
التدهور الصحي لـ إبراهيم بو عيده بعد القرار
تداولت عدة منصات إعلامية وشخصيات معروفة على مواقع التواصل أنباء عن تدهور الوضع الصحي للإعلامي بو عيده، بعد ساعات من علمه بقرار سحب الجنسية.
وأفادت مصادر مقربة بأنه أصيب بحالة من الصدمة النفسية الشديدة، وبدأت حالته الصحية تتدهور بشكل ملحوظ، خاصة وأن القرار جاء مفاجئًا ودون سابق إنذار أو تحقيق معلن.
جنسية إبراهيم بو عيده الحقيقية
تؤكد المصادر أن الجنسية الأصلية لـ بو عيده هي “فلسطينية” وهو من مواليد الأردن، وأنه قد تم منحه الجنسية الكويتية قبل عدة سنوات ضمن إطار الأعمال الإعلامية المتميزة التي قدّمها داخل الكويت، ما يعني أن سحب الجنسية يُعيده إلى وضع “البدون” أو “مقيم غير كويتي”، وهو وضع قانوني شديد الحساسية في البلاد.
قضية سحب الجنسية من الإعلامي إبراهيم محمد رزق أبو عيده تُعيدنا إلى النقاش القديم-الجديد حول مفهوم المواطنة في الكويت، وتطرح تساؤلات حادة حول معايير منحها وسحبها، وأثر ذلك على الاستقرار النفسي والاجتماعي للمجتمع، خاصةً لفئة البدون أو الحاصلين على الجنسية بالتجنس.
في غياب توضيحات رسمية شافية، يظل مصير الإعلامي إبراهيم بو عيده معلقًا، ولكن صوته – وإن صمت مؤقتًا – لا يزال يترك صدى في وجدان جمهوره.