من هو أحمد العودة؟ قائد اللواء الثامن في الجنوب السوري الذي قلب الطاولة في بصرى الشام

في جنوب سوريا، حيث تتقاطع خطوط النار والتفاوض، يقف اسم “أحمد العودة” كواحد من أكثر الأسماء إثارة للجدل، بين من يصفه بالبطل العسكري الذي حافظ على استقرار درعا، ومن يراه رجل التحولات والانقلابات والارتباطات الخارجية الغامضة، من قائد ميداني في المعارضة إلى شريك في التسويات ثم قائدًا للفيلق الخامس التابع لروسيا، والآن، في قلب الاشتباكات مجددًا مع النظام السوري، يُعيد أحمد العودة طرح السؤال الأكثر تعقيدًا في الجنوب: من يحكم درعا؟.

في هذا المقال نتعرف على من هو أحمد العودة ويكيبيديا، ما قصة اللواء الثامن، ما حقيقة أحداث بصرى الشام، ولماذا تتجه وزارة الدفاع السورية لحل قوات أحمد العودة رجل روسيا في الجنوب؟.

من هو أحمد العودة ويكيبيديا؟

أحمد هيثم العودة، من مواليد مدينة بصرى الشام في محافظة درعا عام 1981، ينتمي لعائلة متوسطة العدد، عُرفت سابقًا بتوجهاتها الوطنية المحافظة.

والده كان يعمل في الإمارات، ودرس أحمد الأدب الإنجليزي في جامعة دمشق، حيث تخرّج قبل اندلاع الثورة السورية، وأدى خدمته العسكرية في أكاديمية الشرطة في حي القابون بدمشق.

مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، انخرط العودة سريعًا في النشاط الثوري، وكان أحد أبرز القادة المحليين الذين شكّلوا فصائل مسلحة، على رأسها “قوات شباب السنة”، والتي نشطت بشكل خاص في القطاع الشرقي من محافظة درعا.

المسار العسكري والسياسي: من الثورة إلى المصالحات

2012 – 2015: البدايات الدامية

انضم أحمد العودة إلى صفوف المعارضة المسلحة بعد مقتل شقيقه الأكبر حمزة العودة، وتولّى قيادة الفصيل المحلي، ثم وسّع نفوذه لينضم إلى فصيل الملازم أحمد البلخي.

لكنه اكتسب سمعة سيئة بعد حادثة إعدام ميداني لأربعة أسرى من النظام في مستشفى ميداني ببصرى، انتقامًا لمقتل شقيقه الآخر حامد العودة.

2014 – 2017: غرفة عمليات “موك”

برز اسمه في غرفة العمليات “موك” المدعومة من الإمارات والأردن والغرب، حيث حصل على دعم مالي ولوجستي كبير. وُصف بأنه واجهة استخباراتية إماراتية في الجنوب، خاصة بسبب قرابته من رجل الأعمال خالد المحاميد، عرّاب المصالحات السورية.

2018: صفقة التسليم

مع انهيار فصائل المعارضة في درعا، كان العودة أول من وقّع على اتفاقية التسوية مع روسيا، وسلّم سلاح فصيله الثقيل، لينتقل بعدها إلى قيادة “اللواء الثامن” التابع للفيلق الخامس، تحت إشراف روسي مباشر.

هذه الخطوة أثارت غضبًا واسعًا بين من وصفوه بـ”الخائن” الذي باع الثورة مقابل منصب.

اللواء الثامن: سلطة موازية في الجنوب

بعد تسليمه بصرى الشام، أصبحت المدينة مركزًا لعمليات اللواء الثامن، تميز هذا اللواء بكونه خليطًا من مقاتلي المعارضة السابقين الذين رفضوا المغادرة إلى الشمال.

مهام اللواء الثامن شملت:

  • تنفيذ عمليات أمنية ضد تنظيم داعش في البادية.
  • المساهمة في تسوية أوضاع المطلوبين.
  • حماية بعض المنشآت تحت إشراف روسي.

لكن مع الوقت، بدأ اللواء يتحول إلى سلطة شبه مستقلة، حتى أن بعض الأوساط وصفته بأنه دولة داخل الدولة في شرق درعا.

تحولات أحمد العودة 2025: بداية النهاية

في أبريل 2025، وقعت اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن السورية وعناصر من اللواء الثامن، عقب محاولة اغتيال فاشلة استهدفت القيادي بلال الدروبي، أحد المقرّبين من وزارة الدفاع السورية.

اتهمت الدولة العودة بمحاولة اغتيال الدروبي، وردّت بإرسال أرتال عسكرية إلى صيدا والمسيفرة وبصرى الشام، مطالبة اللواء الثامن بـحل نفسه وتسليم سلاحه.

ماذا وراء الصدام الأخير؟

  • العداوة القديمة بين العودة والدروبي تعود إلى محاولة انقلاب فاشلة عام 2016.
  • وزارة الدفاع السورية الجديدة بدأت استقطاب عناصر من اللواء الثامن، وهو ما أثار حفيظة العودة.
  • قام عناصره باعتقال المنتسبين الجدد وداهموا منازلهم، ما تسبب في غضب شعبي ورسمي واسع.

الدعم الخارجي والبعد الإماراتي

لا يمكن الحديث عن أحمد العودة دون ذكر علاقته الوثيقة برجل الأعمال السوري خالد المحاميد، صهره، الذي كان عضوًا في هيئة التفاوض السورية، وارتبط اسمه بصفقات تسليم الجنوب.

المحاميد يُعتبر الواجهة السياسية للعودة، واستفاد من علاقاته الواسعة في الإمارات، وخصوصًا في مجال الاستثمار والمخابرات، لتثبيت نفوذ العودة.

موقف الحكومة السورية من أحمد العودة

وزارة الدفاع السورية أصدرت قرارًا رسميًا بحل اللواء الثامن ودمجه في القوات النظامية، بعد التمرد الأخير ورفض الانضواء تحت قيادة الدولة.

العملية تجري حاليًا عبر مسارين:

  • المسار العسكري: إرسال أرتال مسلحة وفرض حصار على بصرى الشام.
  • المسار التفاوضي: من خلال وجهاء محليين لتجنب إراقة الدماء.

ماذا بعد؟

لا تزال المعركة حول “أحمد العودة” مفتوحة:

  • هل سيسلم سلاحه ويندمج؟
  • هل يكرر انشقاقه وينضم لمعارضة جديدة؟
  • أم أنه، كالعادة، سيجد تسوية تحفظ له مكاسبه؟

المشهد في درعا لا يزال ملتهبًا، واسم العودة سيظل على طاولة جميع الفاعلين الدوليين والإقليميين الذين يتنافسون على الجنوب السوري.

عمر الحسيني

محرر ذو أسلوب سلس ومميز، يساهم في تقديم محتوى يغطي كافة الجوانب بطريقة متوازنة ومهنية عالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى