تصعيد جديد في الحرب التجارية: الصين تعلن زيادة الرسوم الجمركية بنسبة 125% على السلع الأمريكية
في خطوة تصعيدية جديدة ضمن الحرب التجارية المستمرة بين الصين والولايات المتحدة، أعلنت بكين اليوم الجمعة، 11 أبريل 2025، عن رفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 125%، وذلك بدءًا من يوم السبت 12 أبريل.
يأتي هذا القرار ردًا على إعلان واشنطن مؤخرًا عن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 145%، مما يفاقم التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
خلفية التصعيد الجمركي بين الصين والولايات المتحدة
أفادت وزارة المالية الصينية أن هذه الخطوة تأتي كرد فعل على ما وصفته بـ”الإجراءات الأحادية والاستفزازية” من جانب الولايات المتحدة، مؤكدة أن الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها واشنطن تنتهك قواعد التجارة الدولية والمبادئ الاقتصادية الأساسية.
وأشارت بكين إلى أن هذه الزيادة تهدف إلى حماية مصالحها الاقتصادية والتجارية في مواجهة السياسات الأمريكية التصعيدية.
زيادة الرسوم الجمركية
تشمل الرسوم الجمركية الصينية الجديدة مجموعة واسعة من السلع الأمريكية، أبرزها المنتجات الزراعية مثل فول الصويا، ومكونات الطائرات، والأدوية.
كما أعلنت الصين عن تعليق بعض الواردات الزراعية الأمريكية، بما في ذلك الذرة والدواجن، بالإضافة إلى تشديد القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة، التي تعد ضرورية لصناعة التكنولوجيا المتقدمة.
ردود الأفعال الدولية
أثارت هذه التطورات قلقًا واسعًا في الأسواق العالمية، حيث شهدت مؤشرات الأسهم تراجعًا ملحوظًا، وسط مخاوف من تأثيرات سلبية على سلاسل التوريد العالمية والنمو الاقتصادي.
كما حذرت منظمة التجارة العالمية من أن استمرار التصعيد بين القوتين الاقتصاديتين قد يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي عالمي، داعية إلى الحوار والتفاوض لحل الخلافات التجارية.
الموقف الأمريكي
من جانبها، دافعت الإدارة الأمريكية عن قراراتها، معتبرة أن الرسوم الجمركية ضرورية لحماية الصناعات الأمريكية من الممارسات التجارية غير العادلة. وأكدت واشنطن أنها مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات إذا استمرت الصين في ما وصفته بـ”السياسات التجارية الضارة”.
في ظل هذا التصعيد، تظل آفاق التوصل إلى اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة غير واضحة.
ويرى محللون أن استمرار الحرب التجارية قد يؤدي إلى إعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية، وزيادة التكاليف على المستهلكين، وتباطؤ النمو الاقتصادي في العديد من الدول
كما قد يدفع هذا التصعيد الشركات إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الاستثمارية والتجارية على المدى الطويل.
تصاعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة يمثل تحديًا كبيرًا للاقتصاد العالمي، حيث تؤثر هذه السياسات على التجارة الدولية والاستقرار الاقتصادي.
من المهم أن تسعى الدولتان إلى الحوار والتفاوض لحل الخلافات التجارية، وتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي بأسره.