من هو أحمد مناصرة ويكيبيديا – طفل القدس الذي هزّ العالم من سجون الإحتلال
في 10 أبريل 2025، استيقظ الفلسطينيون والعالم على نبأ تحرير الأسير أحمد مناصرة، الطفل المقدسي الذي تحوّلت قضيته إلى أيقونة عالمية لمعاناة الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال، طفل لم يتجاوز عمره 13 عامًا عندما اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2015 بطريقة وحشية، وعرّضته لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب النفسي والبدني.
صرخة “مش متذكر… مش متأكد” في غرفة التحقيق أصبحت مشهدًا خالدًا في ذاكرة الفلسطينيين وكل من شاهد الفيديو، ليتحوّل أحمد إلى رمز للظلم والاستبداد الإسرائيلي بحق الطفولة الفلسطينية.
فمن هو أحمد مناصرة؟ ما هي قصته؟ وكيف أصبحت قضية اعتقاله قضية رأي عام دولي؟.
في هذا المقال من موقع عين البلد الإخباري، نستعرض السيرة الذاتية الكاملة لأحمد مناصرة، ونتابع تفاصيل اعتقاله، سنوات العزل المريرة، وتأثير قضيته على الرأي العام.
من هو أحمد مناصرة ويكيبيديا؟
- الاسم الكامل: أحمد مناصرة
- تاريخ الميلاد: 22 يناير 2002
- العمر عند الاعتقال: 13 عامًا
- العمر عند الإفراج 2025: 23 عامًا
- مكان الميلاد: بيت حنينا – القدس المحتلة
- الجنسية: فلسطيني
- تاريخ الاعتقال: 12 أكتوبر 2015
- تاريخ الإفراج: 10 أبريل 2025
- سبب الاعتقال (ادّعاء الاحتلال): محاولة تنفيذ عملية طعن.
أحمد مناصرة الأسير الطفل الذي صرخ في وجه الاحتلال
بداية القصة – الاعتقال الوحشي لطفل لم يبلغ 13 عامًا
في 12 أكتوبر 2015، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة بسغات زئيف في القدس، واعتقلت الفتى أحمد مناصرة وابن عمه حسن مناصرة، بزعم محاولتهما تنفيذ عملية طعن.
التفاصيل المروّعة:
- أُطلق النار على حسن مناصرة مما أدى إلى استشهاده.
- أما أحمد، فقد دُهس وضُرب بوحشية مما أدى إلى كسور في الجمجمة.
- أُبقي أحمد ينزف على الأرض وهو يصرخ، في مشهد تم توثيقه ونُشر على الإنترنت، وهزّ الرأي العام.
فيديو التحقيق – مشهد يختزل الألم الفلسطيني
في سابقة خطيرة، سرب الاحتلال فيديو التحقيق مع أحمد مناصرة، وكان عمره حينها لا يتجاوز 13 عامًا.
ظهر أحمد في الفيديو:
- مرعوبًا، يبكي، يردد “مش متذكر… مش متأكد”.
- يُسأل مرارًا تحت ضغط نفسي رهيب دون حضور ولي أمر أو محامٍ.
- الفيديو أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الحقوقية الدولية.
الحكم والمحاكمات المتكررة
- في 2016: حُكم عليه بالسجن 12 عامًا.
- في 2017: خُفض الحكم إلى 9 سنوات ونصف مع غرامة 180 ألف شيكل.
قضى عامين في مؤسسة للأحداث ثم نُقل إلى سجن “مجدو” بعد أن تجاوز عمره 14 عامًا، خلال سجنه، عُقدت عشرات الجلسات، كان أخطرها محاولة الاحتلال تصنيف ملفه كـ”ملف إرهاب” رغم كونه طفلًا لحظة الاعتقال.
التدهور الصحي والنفسي – سنوات العزل والعذاب
خلال وجوده في سجون الاحتلال، عانى أحمد من:
- العزل الانفرادي لسنوات، وهي بيئة غير إنسانية.
- أمراض نفسية خطيرة، شُخّصت لاحقًا بـ الفصام، الاكتئاب الحاد
وبحسب محاميه خالد زبارقة:
“رأيت أحمد بلا روح… مجرد جسد ينتظر الموت. قال لي: هل الانتحار حرام؟”
في 2023، اشتكى من تقديم طعام ملوّث بالحشرات، ووجود فئران في الزنزانة، ومنع استقبال الأموال من عائلته، ومع ذلك تم تمديد عزله 6 أشهر إضافية.
لحظة إنسانية لا تُنسى – “لقاء الأصابع”
خلال إحدى الجلسات، وبعد ضغوط من محاميه، سمح القاضي لوالدة أحمد أن تلمس إصبع ابنها فقط.
قالت الأم:
“لم يترك إصبعي، ظل يقبله ويبكي، ولم أستطع تركه طوال الدقيقتين”.
كانت لحظة اختصرت سنوات من الحرمان والعذاب.
لحظة الإفراج – وحرمان من فرحة اللقاء
في 10 أبريل 2025، أُفرج عن أحمد مناصرة دون إخطار مسبق، وبدلًا من أن يُطلق سراحه من سجن “نفحة” حيث كانت عائلته بانتظاره، تم نقله إلى منطقة بئر السبع، في خطوة متعمّدة لحرمانه من الاستقبال الشعبي والعائلي.
ورغم ذلك، عبّر الفلسطينيون في الداخل والخارج عن فرحتهم بالحرية التي انتظرها العالم، بعد أن أصبح أحمد رمزًا للطفولة المسلوبة تحت الاحتلال.
أثر قضية أحمد مناصرة على الرأي العام العالمي
تحوّلت قضيته إلى حملة عالمية، شارك فيها سياسيون، فنانون، ونشطاء، صدرت تقارير من منظمات دولية تطالب بإطلاق سراحه، معتبرين أن استمرار اعتقاله جريمة إنسانية.
حتى الاتحاد الأوروبي دعا سلطات الاحتلال مرارًا إلى إطلاق سراحه فورًا.
أبرز عبارات الاسير أحمد مناصرة التي خلدها التاريخ
“مش متذكر… مش متأكد” – أحمد في التحقيق
“أنا لا أنتظر سوى الموت” – أحمد لمحاميه
“لم يترك إصبعي للحظة” – والدته في المحكمة
قصة أحمد مناصرة ليست مجرد حكاية طفل فلسطيني سُلبت منه طفولته، بل هي شهادة حية على وحشية الاحتلال وانتهاكه لأبسط حقوق الإنسان، خروجه من السجن بعد عشر سنوات لا يُعيد ما فُقد، لكنه يعيد الأمل بأن العدالة ستظل مطلبًا لا يسقط بالتقادم.
أحمد اليوم حرّ، لكن وراءه آلاف القصص التي لا تزال تنتظر الخلاص.