من هو محمد جابر ويكيبيديا؟ رجل الأعمال السوري والعقيد المطلوب دوليًا
خلال الساعات الماضية برز اسم العقيد محمد جابر، رجل الأعمال السوري الذي تحول من شخصية اقتصادية إلى واحد من أبرز الممولين للميليشيات المسلحة في الساحل السوري 2025، بعد إعترافة من روسيا على الهواء أمام رامي عبد الرحمن بالقول “نعم أنا من أدار عمليات الساحل ضد قوات الشرع” خلال مقابلة مع طوني خليفة في برنامج استوديو العرب.
وسط تساؤلات عديدة على محركات البحث مثل: من هو محمد جابر؟ ما علاقته بأحداث الساحل السوري؟ هل لا زال داخل سوريا؟ ومن أي محافظة ينحدر؟، تجد سيرته ترتبط بشبكة مصالح أمنية وعسكرية واقتصادية جعلت منه شخصية مثيرة للجدل.
في المقال التالي، سنتعرف على السيرة الذاتية الكاملة للعقيد محمد جابر وتفاصيل تورطه في مجازر ريف اللاذقية وتمويل أحداث الساحل السوري في مارس 2025.
من هو محمد جابر ويكيبيديا؟
محمد جابر هو رجل أعمال سوري وقائد ميداني برتبة عقيد وُلد في محافظة اللاذقية، وتحديدًا في بلدة الشلفاطية بريف المحافظة، ينتمي إلى عائلة ذات نفوذ كبير في الساحل السوري، شقيقه الأكبر هو أيمن جابر، أحد أبرز رجال الأعمال المقربين من الدوائر العسكرية والأمنية في نظام الأسد.
بدأ نشاطه كاسم اقتصادي لكنه سرعان ما تحول إلى شخصية مؤثرة في الملف الأمني والعسكري، حيث لعب دورًا مركزيًا في تمويل وتوجيه ميليشيات مسلحة موالية للنظام السوري، وأبرزها “صقور الصحراء”.
خلفية عائلية وعلاقات عسكرية نافذة
ينتمي العقيد محمد جابر لعائلة جابر المعروفة بولائها للنظام، وكان شقيقه أيمن جابل أحد رجال الظل الذين دعموا بشار الأسد بقوة في بدايات الثورة 2011، أسس أيمن ميليشيا “مغاوير البحر”، بينما تولى محمد جابر الجناح العسكري لـ”صقور الصحراء”، وهو فصيل مسلح تدعمه جهات أمنية عليا.
عُرف محمد جابر بقدرته على توفير التمويل والتسليح، وقد تم تفويضه بمهام لوجستية معقدة، شملت تهريب الأسلحة وتأمين الإمدادات، في عمليات وصفتها منظمات حقوقية بأنها “أنشطة موازية للجيش النظامي خارج القانون الدولي”.
دور محمد جابر في ميليشيا “صقور الصحراء”
“صقور الصحراء” لم تكن مجرد ميليشيا عادية، بل كانت قوة عسكرية خاصة تعمل خارج الهيكل الرسمي للجيش، تلقت أوامر مباشرة من قيادات عليا في دمشق. كانت مهمتها الأساسية السيطرة على مناطق استراتيجية مثل البادية السورية والساحل.
محمد جابر كان الرجل المالي والإداري خلف الميليشيا، تولى مسؤولية دفع الرواتب، تنظيم اللوجستيات، وتنفيذ صفقات التسلح. وقد ورد اسمه في تقارير إعلامية باعتباره “العقل المدبر الاقتصادي” وراء العديد من العمليات العسكرية في مناطق النزاع.
علاقة محمد جابر بأحداث الساحل السوري
بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024 وصعود نظام أحمد الشرع، برزت أحداث الساحل السوري كمشهد دموي دامغ في تاريخ الصراع، وتحديدًا في مارس 2025، حين وقعت مجازر مروعة في ريف اللاذقية، استهدفت قرى كانت تُعرف بولائها للمعارضة.
في هذه الأحداث، ظهر اسم رجل الأعمال السوري محمد جابر وشقيقة مجددًا على الساحة، بعد أن وُجّهت له اتهامات مباشرة من قبل مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، الذي أكد خلال مقابلة تلفزيونية مع الإعلامي طوني خليفة على قناة المشهد، أن محمد جابر كان من بين الممولين والمخططين الرئيسيين لتلك العمليات.
أقرّ رامي عبد الرحمن أن محمد جابر لعب دورًا محوريًا في دعم الفصائل المسلحة المنفذة للهجمات، من خلال توفير الدعم اللوجستي والمالي، وقد أُشير إليه بصفته الموجّه الميداني للعديد من التحركات التي أسفرت عن مقتل وتهجير مئات المدنيين، في ظل ما وصفه تقرير المرصد بـ”عمليات تطهير طائفي ممنهج”.
من أي محافظة ينحدر محمد جابر؟
محمد جابر من مواليد محافظة اللاذقية، وتحديدًا بلدة الشلفاطية، وهي إحدى القرى العلوية المعروفة بقربها من النظام.
الموقع الجغرافي لمحافظته كان له دور كبير في تشبيك علاقاته الأمنية، خاصة أن الساحل السوري كان أحد أهم معاقل النظام الاستراتيجية خلال سنوات الحرب.
رغم علاقاته القوية بالنظام السوري، بدأت الخلافات تظهر بوضوح بعد 2017، عندما قررت القيادة السورية دمج ميليشيا “صقور الصحراء” ضمن “الفيلق الخامس”، ما عنى تقليص نفوذه العسكري بشكل كبير.
لاحقًا، صدرت قرارات رسمية بالحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة، هو وشقيقه أيمن جابر، بتهم تتعلق بالفساد والتهريب. مصادر رجحت أن هذه التحركات جاءت بعد صراعات داخلية في النظام على مراكز النفوذ والمال.
مغادرته سوريا وإقامته في الخارج
مع تصاعد الضغوط، غادر محمد جابر سوريا واستقر في موسكو، بحسب تقارير إعلامية متطابقة، لفترة طويلة، اختفى عن الأنظار، لكن اسمه عاد للواجهة في 2025، بعد إدراجه في قائمة المطلوبين دوليًا على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الساحل السوري.
تقارير حقوقية أشارت إلى وجود تحركات قانونية لملاحقته عبر الإنتربول الدولي، وهو ما يُعد تطورًا كبيرًا في ملف محاسبة الداعمين للحرب في سوريا.
العقيد محمد جابر لم يكن مجرد اسم يتردد في عناوين الأخبار، بل كان عنصرًا فاعلًا في صياغة مسار الصراع السوري خلال سنواته الأولى، عبر تمويل وتسليح فصائل شبه عسكرية. ومع تراجع الدور العسكري المستقل للميليشيات، بدأت سلطته تتآكل تدريجيًا حتى انتهى به الحال إلى خارج البلاد.
لكنّ اسمه لا يزال حاضرًا، ليس فقط في ذاكرة السوريين، بل على مكاتب جهات دولية تحقق في الجرائم والانتهاكات المرتكبة خلال الحرب. وهو ما يطرح تساؤلات خطيرة: هل يمكن محاسبة رجال الظل؟ وهل يعود محمد جابر يومًا للمشهد؟.