سبب وفاة الشيخ صالح بن ناصر الخليوي.. رجل الضيافة ومؤسس مجموعة بودل للفنادق
في مشهد وطني مهيب اتشحت فيه قلوب أبناء المملكة بالحزن، طوى الموت صفحة مشرقة من صفحات رجال الأعمال السعوديين، برحيل الشيخ صالح بن ناصر الخليوي، مؤسس مجموعة بودل للفنادق، وعميد الضيافة الحديثة في المملكة، لم يكن مجرد رجل أعمال، بل رمزًا لمرحلة من التحولات، بدأت من طموح شاب في متجر صغير، وانتهت بإمبراطورية فندقية امتدت من السعودية إلى الخليج.
فما الذي أدى إلى وفاة الشيخ صالح بن ناصر الخليوي؟ وما قصة المرض الذي غيّبه عن المشهد بعد سنوات من العطاء والتأسيس؟.
من هو الشيخ صالح بن ناصر الخليوي؟
الشيخ صالح بن ناصر الخليوي هو واحد من أبرز رجال الأعمال السعوديين، مؤسس مجموعة بودل للفنادق والمنتجعات، التي أصبحت اليوم من بين أكبر المجموعات الفندقية في المملكة والخليج.
وُلد في محافظة الرس بمنطقة القصيم، وبدأ حياته المهنية في مدينة حفر الباطن بمتجر صغير للمواد الغذائية، قبل أن يتوسع في تجارة الأجهزة الكهربائية، ويؤسس نواة أولى لشركته عام 1959 تحت اسم “مؤسسة صالح بن ناصر الخليوي وأولاده التجارية“.
انطلاقته في قطاع الضيافة
مع رؤيته البعيدة، افتتح أول فندق له في عام 1984 بمدينة حفر الباطن، وكان يحمل اسمه “فندق الخليوي”، ليكون نقطة الانطلاق لمشروع وطني طموح في قطاع الفندقة والضيافة. هذا الفندق الأول لم يكن مجرد مبنى، بل بداية لحلم توسّع ليصل إلى أكثر من 40 فندقًا ومنتجعًا بحلول عام 2019، تحت مظلة بودل.
أهم إنجازاته وتوسعاته
- تأسيس “وكالة الخليوي للسفر والسياحة” عام 1999
- إطلاق “مدينة بودل لاند الترفيهية” عام 2000
- توحيد العلامات التجارية للفنادق تحت اسم بودل عام 2022
- تحويل المجموعة إلى شركة مساهمة مغلقة يشارك فيها أبناؤه الستة
- المساهمة في دعم رؤية السعودية 2030 بتنمية قطاع السياحة الداخلية
سبب وفاة الشيخ صالح بن ناصر الخليوي
وفقًا لمصادر قريبة من العائلة وتصريحات إعلامية، فإن الشيخ صالح الخليوي توفي فجر الأحد 6 أبريل 2025، الموافق 8 شوال 1446هـ، بعد معاناة طويلة مع المرض، لم يتم تحديد تفاصيله بشكل دقيق إعلاميًا، احترامًا لخصوصية الأسرة.
لكن المعروف أن الشيخ صالح كان يعاني من متاعب صحية مزمنة في القلب خلال السنوات الأخيرة، وظل يتلقى العلاج لفترات متقطعة داخل وخارج المملكة، وكان يقضي وقتًا أطول في منزله بالرياض خلال العام الماضي، بعيدًا عن الظهور الإعلامي أو الرسمي.
وقد ازدادت حالته الصحية تدهورًا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إلى أن وافته المنية بهدوء بين عائلته.
مراسم التشييع
شُيّع جثمان الشيخ صالح الخليوي بعد صلاة العصر يوم الاثنين 7 أبريل 2025، في جامع عبدالله الهزاع المهيني بالرياض، بحضور عدد كبير من رجال الأعمال، ووزراء، وشخصيات اجتماعية، وأصدقاء العائلة.
دفن الشيخ صالح في مقبرة الشمال، حيث ودّعته المملكة وسط دعوات بالرحمة والثناء على سيرته الطيبة.
ردود الفعل على وفاته
انهالت برقيات التعزية من شخصيات بارزة في الدولة، وعلى رأسها مسؤولون في وزارة السياحة، ورجال أعمال من قطاعات الفندقة والضيافة، إضافة إلى منشآت سياحية وشركات سفر محلية.
وأكدت نقابة الفنادق السياحية في بيان خاص، أن “الراحل كان علامة بارزة في تاريخ السياحة السعودية، ورائدًا من رواد الضيافة الذين أسسوا لقطاع خدمات متكامل يرتقي إلى العالمية”.
إرث لا يُنسى
لم تكن حياة الشيخ صالح قصة نجاح فردي فقط، بل نموذجًا يُحتذى به في الطموح المحلي المرتبط بالهوية الوطنية. اعتمد في كل مشاريعه على الطابع السعودي، في التصميم والخدمة وحتى الضيافة، وسعى إلى منافسة الفنادق العالمية دون التنازل عن الهوية الثقافية.
وكان يردد دائمًا:
“الفندق الناجح لا يبيع الغرفة فقط، بل يبيع الراحة والانتماء”.
مجموعة بودل بعد رحيله
تسير المجموعة اليوم بخطى ثابتة تحت إدارة أبنائه، مع خطط توسعية تستهدف الوصول إلى أكثر من 30,000 غرفة فندقية بحلول عام 2030، دعمًا لرؤية المملكة في تعزيز السياحة الداخلية والخارجية. وتملك المجموعة حاليًا علامات تجارية فرعية منها: بريرا، نُزل، بودل لاند، بودل ريزيدنس وغيرها.
رحل الجسد وبقيت الرؤية
برحيل الشيخ صالح بن ناصر الخليوي، فقدت المملكة رائدًا وطنيًا لم يكتف بالربح، بل صنع مؤسسة ضيافة سعودية تُضاهي العالمية، وقدم نموذجًا يُحتذى لكل من يحلم بالانطلاق من الصفر نحو القمة.
ستبقى سيرة الشيخ صالح بن ناصر الخليوي تلهم كل شاب سعودي يحلم ببناء مشروعه من التراب، ليصنع لنفسه اسماً لا يُنسى في صفحات الوطن.