من هي غادة الشعراني ويكيبيديا؟ شاعرة السويداء و”صوت الغضب” الذي هزّ مجلس المحافظ
في مشهد غير معتاد في سوريا، أثارت الشاعرة والناشطة السورية غادة رسلان الشعراني ضجة واسعة بعد مداخلة غاضبة وجهتها مباشرة إلى محافظ السويداء الدكتور مصطفى بكور، تتحدث فيها عن قضايا التعذيب والتمييز الطائفي والانتهاكات في سجن حارم، ما دفع الكثيرين للبحث عن “من هي غادة الشعراني؟” ولماذا أثار خطابها كل هذا الجدل؟
بين مؤيدة ومُعارِضة، وبين من وصفها بـ”صوت الحرية” ومن اعتبرها “خارجة عن اللياقة”، تقف غادة الشعراني في نقطة وسط بين الأدب، والسياسة، والاحتجاج المدني، ونتعرف على عنقاء السويداء الشاعرة السورية التي أثارت الجدل أمام محافظ السويداء.
من هي غادة الشعراني ويكيبيديا؟
- الاسم الكامل: غادة رسلان الشعراني
- الجنسية: سورية
- المكان: من محافظة السويداء – جنوب سوريا
- المهنة: مهندسة مدنية، شاعرة، ناقدة أدبية، ناشطة سياسية ومدنية
- الاهتمامات: قضايا المرأة، الحرية، حقوق الإنسان، والعدالة الانتقالية
غادة الشعراني هي نموذج للمرأة السورية المثقفة، المتعددة الأدوار، التي تجمع بين العقلانية العلمية بحكم دراستها للهندسة، والإبداع الفني من خلال قصائدها، إلى جانب انخراطها في العمل العام والحراك المدني.
غادة الشعراني… الشاعرة والناقدة
عرفت غادة الشعراني منذ سنوات في الأوساط الأدبية كشاعرة ذات بصمة خاصة، حيث كتبت في قضايا الهوية، الحرب، الحب، المرأة، والحرية، بلغة حداثية عميقة، تعتمد على الرمز والانزياح الشعري، ما جعلها تحظى بتقدير النقاد.
نُشرت أعمالها في العديد من المجلات العربية، وأقيمت لها أمسيات في دمشق، بيروت، والقاهرة، أبرز دواوينها تشمل:
- فراشات..فراشات
- شارع كلما فرغ امتلأ بأطيافها
- حبة رمل
- واقع متبل بالانتصارات
كما أنها ناقدة أدبية قدّمت تحليلات جريئة لنتاج أدبيات الجيل الجديد، خصوصًا في أعمال النساء السوريات بعد الحرب.
المواجهة أمام محافظ السويداء: الصرخة التي أثارت جدلاً
في أبريل 2025، ظهرت غادة الشعراني في فيديو مصور وهي تخاطب محافظ السويداء الدكتور مصطفى بكور بحدة، أمام جمع من نشطاء المجتمع المدني والمفرج عنهم من معتقلات إدلب وحمص.
غادة الشعراني الناجية من سجن حارم بوجه محافظ السويداء مصطفى البكور:
•نرفض الإعلان الدستوري ولا أعترف فيه.
•لا أقبل بإهانة “أخواتي” العلوية والدرزية.
•يصفون الدروز بالخنازير والعلوية بالمجوس و لا أقبل بهذا.•تهديد للعلوية بتصفايتهم على الطريق والدروز بعدهم!!
•يوجد طفل عمره… pic.twitter.com/p64R3lBNuR— Mahmod Kolo (@mehmod_kolo) April 7, 2025
أبرز ما ورد في خطابها:
- رفضها للإعلان الدستوري المقترح
- إدانة تعذيب النساء داخل سجن حارم
- دفاعها عن النساء من الطوائف المختلفة: العلوية والدرزية
- وصف سجن حارم بأنه أسوأ من صيدنايا
- تأكيد وجود أطفال ونساء أجنبيات يتعرضن للتعذيب
- اتهام صريح بوجود ممارسات طائفية تهدد السلم الأهلي
وقد صرخت بصوت مرتفع أمام المحافظ قائلة:
“أرفض الإهانة لأي امرأة، أرفض أن يُقال عن العلوية مجوسية أو عن الدرزية خنزيرة، لا أنتمي إلى هذه الكراهية، أنا سورية أولاً، ومظلومة ثانية”.
الردود على خطابها: بين التأييد والرفض
المؤيدون:
- وصفوها بـ”عنقاء السويداء”، وصوت نساء سوريا المقهورات
- اعتبروا خطابها شجاعًا وواقعيًا، يكسر حاجز الصمت أمام السلطة
- رأوا في كلمتها تجسيدًا للحرية التي ناضل السوريون لأجلها منذ 2011
المنتقدون:
- اتهموها بالصراخ والانفعال المفرط، وافتقار خطابها إلى التوازن
- ذكّرها البعض بأنها كانت في السابق مؤيدة للنظام، ولم تهاجم مسؤوليه
- رأى آخرون أن الخطاب أضرّ بسمعة المجتمع المدني في السويداء
محافظ السويداء: رد فعل هادئ رغم الغضب
المفارقة الأبرز أن الدكتور مصطفى بكور استمع بهدوء طوال المداخلة، دون أن يقاطع أو يرد بعصبية، وهو ما أكسبه احترام شريحة كبيرة من المراقبين، واعتُبر دليلاً على احترامه للحق في التعبير.
لاحقًا، دعا المحافظ إلى توثيق الانتهاكات رسمياً وتقديم شكاوى قضائية، مؤكدًا التزامه “بمحاسبة كل من يثبت تورطه، حتى وإن كان ذلك على حساب منصبه”.
اللقاء السابق بالرئيس أحمد الشرع
يُذكر أن غادة كانت ضمن وفد من السويداء التقى الرئيس أحمد الشرع في قصر الشعب في مارس 2025، وقدمت خلاله مطالب تتعلق بالعدالة الانتقالية وحقوق المعتقلين ورفض الطائفية.
سجينة سابقة وناجية من حارم؟
من أبرز ما ورد في خطابها، إشارة بعض المتابعين إلى أن غادة نفسها قد تكون ناجية من سجن حارم أو لها اطلاع وثيق على ما يجري داخله. إذ تحدثت بتفصيل دقيق عن ظروف الاحتجاز والتعذيب، مما أثار شكوكا حول تجربتها السابقة أو علاقتها بأشخاص داخل المعتقل.
غادة الشعراني… بين الشعر والغضب الشعبي
تمثل غادة الشعراني اليوم حالة نادرة في المشهد السوري، امرأة تكتب، وتحتج، وتصرخ… بصوت كثيرين لا يستطيعون الكلام.
وبين من يعتبرها بطلة، ومن يراها مثيرة للجدل، تبقى رمزًا لصوت الأنثى السورية الجريئة، التي ترفض الصمت أمام الظلم، مهما كان الثمن.