تشييع جثمان المهندس بشير خالد لطيف… جنازة تحولت إلى صرخة غضب في شوارع بغداد
وسط أجواء من الحزن والغضب الشعبي العارم، شُيّع اليوم الإثنين، الموافق 7 نيسان 2025، جثمان المهندس العراقي الشاب بشير خالد لطيف، حفيد اللواء الراحل نشأت بهجت البكري، أحد رموز المؤسسة الأمنية العراقية، في جنازة مهيبة تحولت إلى تظاهرة جماهيرية تطالب بالعدالة والقصاص من المتورطين في تعذيبه حتى الموت داخل أحد السجون.
وفي المقال نتعرف علة صور وتفاصيل تشييع المهندس بشير خالد لطيف ، فقد تحولت جنازة بشير خالد إلى مظاهرة غاضبة في بغداد والآلاف يهتفون العدالة لبشير من المستشفى إلى المقبرة، وهذة قصة جنازة بشير خالد التي ألهبت غضب العراقيين.
من هو المهندس بشير خالد لطيف؟
بشير خالد لطيف، هو مهندس مدني شاب، وُلد في العاصمة بغداد لعائلة معروفة في الوسط الأمني والعسكري، جده اللواء نشأت البكري، مؤسس كلية الشرطة العراقية، وشخصية بارزة في تاريخ الدولة العراقية.
عرف عن بشير خالد شغفه بالعلم والعمل، فقد تخرج من ثانوية المتميزين، وواصل دراسته في كلية الهندسة، وكان يستعد للتقديم على درجة الماجستير.
لم يُعرف عنه أي نشاط سياسي أو مشاكل قانونية، حتى وقعت الحادثة التي غيرت مجرى حياته… وأنهتها.
تفاصيل الحادثة المؤلمة التي أدت إلى وفاته
بدأت القصة يوم 27 مارس 2025، حين توجه بشير إلى مجمع الأيادي السكني في منطقة العامرية، محاولًا الدخول إلى شقة اللواء عباس علي التميمي، مدير الرواتب في الشرطة الاتحادية، الروايات تباينت، لكن المؤكد أن مشاجرة وقعت بينه وبين اللواء عباس وأبنائه، وانتهت باستدعاء الشرطة.
تم اعتقال بشير واقتياده إلى مركز شرطة حطين، وهناك بدأت فصول العذاب. بحسب ما أكدته التحقيقات، تعرض بشير للضرب داخل السجن من قبل موقوفين آخرين وسط إهمال أمني واضح، ثم نُقل إلى مركز الجعيفر، حيث تدهورت حالته الصحية، ليدخل في غيبوبة استمرت أسبوعًا، قبل أن يُعلن عن وفاته في مستشفى الكرخ صباح يوم الإثنين 7 أبريل.
مراسم تشييع بشير خالد: حزن وغضب في وداع الشهيد
خرج الآلاف من أبناء بغداد، ومن رفاق المهنة، والناشطين، وأفراد العائلة، في موكب جنائزي انطلق من مستشفى الكرخ باتجاه مسجد في الكرخ للصلاة على الجثمان، ثم إلى مقبرة العائلة.
تحولت الجنازة إلى مشهد وطني غاضب، حيث ردد المشيعون شعارات:
“العدالة لبشير”
“لا لضرب الكفاءات”
“الشعب يريد محاكمة القاتل”
عدد كبير من المشيعين رفعوا صورًا لبشير، ولافتات تطالب بالكشف عن كافة تفاصيل التعذيب الذي تعرض له، فيما انتشرت دموع والدته وأفراد أسرته عبر مواقع التواصل، في مشهد إنساني مؤلم هزّ قلوب العراقيين.
بشير خالد حفيد أحد أعمدة تاريخ الأمن العراقي اللواء نشأت بهجت البكري الذي له مؤلفات تُدرّس في جامعات العالم وساهم في تأسيس أنظمة شرطية متكاملة، أفنى عمره في بناء صروح العدالة ما جرى لحفيده ضد القوانين الإنسانية.
ردود الأفعال الرسمية تتصاعد
بالتزامن مع التشييع، أعلن وزير الداخلية عن إحالة ملف القضية إلى مكافحة الإجرام للتحقيق بشكل أوسع.
من جانبه، أعلن رئيس مجلس النواب عن تشكيل لجنة برلمانية برئاسة أرشد الصالحي، لتقصي الحقائق، فيما شدد النائب حسين عرب في تصريحات متلفزة أن الحادثة “لم تكن اعتباطية”، بل تمت بعلم وتواطؤ من ضباط في مراكز التوقيف، مطالبًا رئيس الوزراء بالتدخل الشخصي.
نقابة المهندسين: “هذه جريمة بحق كل مهندس”
أصدرت نقابة المهندسين العراقية بيانًا وصفت فيه ما جرى لبشير خالد بأنه “جريمة قتل تحت التعذيب”، وقالت إن ما حدث يمثل “رسالة خطيرة لكل الكفاءات العلمية في البلد”، داعية إلى محاسبة فورية وعدم تسويف القضية.
وسائل التواصل تشتعل: هاشتاغ #العدالة_لبشير
منذ لحظة إعلان الوفاة، تصدر هاشتاغ #العدالة_لبشير و**#بشير_خالد** الترند في العراق، حيث نشر الآلاف من المستخدمين قصصًا عن بشير، وفيديوهات من جنازته، وصور تظهر آثار التعذيب على جسده.
ناشطون حقوقيون وصفوا الحادث بأنه “جريمة دولة”، مؤكدين أن أي تهاون في التحقيق سيعني “فتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات”.
مطالبات شعبية بالقضاء العادل:
- إحالة اللواء عباس وأبنائه إلى المحاكمة الفورية
- نشر فيديوهات كاميرات المراقبة من السجن
- فتح تحقيق مستقل بمشاركة منظمات حقوقية
- تعويض عائلة بشير ماديًا ومعنويًا
- إعادة هيكلة نظام السجون والتوقيفات
هل تكون جنازة بشير خالد بداية تغيير؟
لم تكن جنازة بشير خالد مجرد وداع لشاب بريء، بل كانت صرخة في وجه الظلم والانتهاك، وصدى لغضب شعب بأكمله من الممارسات غير القانونية في مراكز الاحتجاز.
يبقى أن نرى: هل ستتحقق العدالة كما يطالب بها الجميع؟ أم أن دم بشير سينضم إلى قائمة منسية من ضحايا الانتهاكات؟.