من هو المهندس بشير خالد لطيف ؟ حفيد اللواء نشأت البكري

في حادثة صادمة هزّت الشارع العراقي وأثارت موجة غضب شعبي ورسمي، توفي الشاب العراقي بشير خالد لطيف، المعروف بكونه أحد المهندسين المدنيين من سكان بغداد، بعد تعرضه لتعذيب قاسٍ داخل مركز احتجاز تابع لوزارة الداخلية العراقية، المهندس بشير خالد هو حفيد اللواء نشأت البكري احد مؤوسسي كلية الشرطة ومؤلفاته لازالت تُدرس في كلية الشرطة

انتشرت الحادثة كالنار في الهشيم، وأصبحت محط اهتمام الإعلام المحلي والعربي، وسط مطالبات بتحقيق شفاف وإنزال أقسى العقوبات بالمتورطين في هذه الجريمة، التي تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وكرامة المواطن العراقي.

في هذا المقال نُسلط الضوء على من هو بشير خالد ويكيبيديا؟، وما الذي حدث له؟ وكيف انتهت حياته بشكل مأساوي داخل أحد السجون، رغم كونه مواطنًا مدنيًا غير مسجل في أي قضية جنائية أو أمنية.

من هو المهندس بشير خالد ويكيبيديا؟

بشير خالد لطيف كان مهندسًا معماريًا عراقيًا معروفًا بمهاراته وكفاءته في مجاله، عمل في مشاريع هندسية بارزة في بغداد، وكان يُعتبر من الكفاءات الشابة الواعدة في العراق.

​المهندس بشير خالد، عُرف بتفوقه الأكاديمي ومهاراته الهندسية المميزة. تخرّج من ثانوية المتميزين، ثم واصل دراسته في الهندسة المدنية، حيث أظهر شغفًا كبيرًا وتفانيًا في مجاله.

كان يعمل لساعات طويلة، تصل أحيانًا إلى 19 ساعة يوميًا، سعيًا لتحقيق طموحاته في متابعة دراساته العليا والحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه.​

ينتمي المهندس بشير خالد لعائلة عريقة؛ فجده اللواء نشأت البكري كان له دور بارز في تأسيس كلية الشرطة العراقية، عرف بشير بتفوقه الأكاديمي وأخلاقه الحميدة، مما جعله محبوبًا بين زملائه وأفراد مجتمعه.

بشير خالد كان شابًا معروفًا في محيطه المهني والشخصي، يعمل في أحد المكاتب الهندسية الخاصة، وتميّز بسيرته النظيفة وابتعاده عن أي نشاط سياسي أو حزبي. ولم يكن له أي سجل جنائي أو أمني سابق، ما يجعل ظروف توقيفه ووفاته أكثر غرابة.

وكان اخر كلمة نطقها الشهيد المهندس بشير خالد حفيد اللواء نشأت بهجت البكري أحد كبار رجالات الشرطة ومؤسس كلية الشرطة العراقية لمن يقوم بتعذيبة ( اخي انت مو شرطة).

السيرة الذاتية :

  • الاسم الكامل: بشير خالد لطيف
  • اللقب : المهندس بشير خالد
  • تاريخ الميلاد: غير معروف بدقة، لكنه في العقد الثالث من عمره
  • الجنسية: عراقي
  • العمل: مهندس مدني
  • محل الإقامة: منطقة العامرية، بغداد
  • الحالة الاجتماعية: غير معروفة
  • سبب الشهرة: تعرضه للتعذيب الشديد داخل السجن وتحوّله إلى رمز لقضية حقوق الإنسان في العراق

تجدر الإشارة إلى أن بشير خالد لطيف هو حفيد اللواء نشأت بهجت البكري، أحد أعمدة تاريخ الأمن العراقي ومؤسس كلية الشرطة العراقية، مما يضيف بُعدًا آخر للحادثة ويزيد من تسليط الضوء عليها.

ما سبب توقيف بشير خالد؟

وفقًا لبيان وزارة الداخلية العراقية، فإن ليلة 27 مارس 2025، شهدت حادثة تسلل المهندس بشير خالد إلى مجمع الأيادي السكني في منطقة العامرية ببغداد، حيث يسكن ضابط برتبة لواء يُدعى عباس علي التميمي، وهو مدير الرواتب في الشرطة الاتحادية.

ورغم محاولته الدخول عدة مرات بحجة دعوة على السحور، لم يُسمح له بالدخول، فقرر تجاوز السياج والدخول عنوة إلى المبنى، وهو ما أثار استغراب حراس المجمع وقاطنيه. وقد تم تسجيل هذه التحركات عبر الكاميرات.

بعد دقائق من دخوله، وقعت مشاجرة عنيفة بينه وبين اللواء عباس وأبنائه، تطورت إلى اعتداء بالأيدي.

كيف توفي المهندس بشير خالد؟

بعد القبض عليه، تم اقتياد بشير إلى مركز شرطة حطين، حيث تم توقيفه قانونيًا وفق المادة 428 من قانون العقوبات، المتعلقة بـ”دخول دار عنوة”.

ورغم تعرضه لإصابة في الرأس، لم يتم إدخاله إلى المستشفى بعد فحص طبي أولي، وتمت إعادته إلى المركز وهو ينزف.

في اليوم التالي، نقل إلى مركز شرطة الجعيفر المركزي، وهناك بحسب تقارير وزارة الداخلية، كان في حالة هستيرية وتصرّفات غير متزنة، ورفض الإدلاء بأقواله، كما منع عن الطعام.

وفي سجن الجعيفر، تعرض المهندس بشير للاعتداء من قبل موقوفين آخرين، وفقًا لكاميرات المراقبة، وتم نقله لاحقًا إلى مستشفى الكرخ المركزي، وهو في حالة غيبوبة.

بعد 7 أيام في العناية المركزة، ووفقًا لتقارير طبية رسمية، توفي بشير خالد يوم الاثنين 7 أبريل 2025، الساعة 6 صباحًا، بسبب:

  • نزيف داخلي
  • فشل كلوي حاد
  • إصابات في الرأس والصدر نتيجة التعذيب

نتائج التحقيقات الرسمية حتى الآن

أعلنت وزارة الداخلية عن تشكيل لجنة تحقيق عاجلة، بتوجيه من وزير الداخلية، حيث شملت:

  • التحقيق مع اللواء عباس التميمي وأبنائه
  • مراجعة كاميرات المجمع والسجون
  • التحقيق مع 6 من الموقوفين اعترفوا بالاعتداء على بشير داخل السجن
  • إيقاف طاقم الحراسة في مركز الشرطة لمحاسبتهم على التهاون
  • إحالة الملف إلى مديرية مكافحة الإجرام في بغداد لمواصلة التحقيق

من جهته، أكد رئيس اللجنة التحقيقية اللواء وليد خالد علي أكبر أن بشير لم يتعرض للضرب من قبل عناصر الشرطة، لكن الاعتداء المؤكد حدث داخل المجمع وفي السجن من قِبل الموقوفين، وسط غموض حول علاقة بشير باللواء عباس.

ردود الفعل: موجة غضب شعبية ورسمية

الشارع العراقي:

  • تصدر هاشتاغ #العدالة_لبشير الترند في العراق
  • آلاف التغريدات تطالب بمحاكمة اللواء عباس
  • تشبيه الحادث بـ”جريمة دولة” في ظل سكوت رسمي أولي

البرلمان العراقي:

  • أعلن رئيس البرلمان محمود المشهداني تشكيل لجنة تحقيق نيابية برئاسة أرشد الصالحي
  • دعوة من النائب محسن المندلاوي للجنة الأمن والدفاع لتشكيل فريق تقصٍ عاجل
  • دعوات لتعديل إجراءات التوقيف وتعزيز الرقابة على السجون

نقابة المهندسين العراقية:

  • أصدرت بيانًا وصفت فيه الحادثة بـ”جريمة مروّعة”
  • طالبت بإجراء تحقيق نزيه ومحايد
  • أكدت أن المهندسين أصبحوا مستهدفين دون حماية قانونية

هل تُنصف العدالة المهندس بشير خالد؟

قضية وفاة المهندس بشير خالد لطيف كشفت عن ثغرات خطيرة في المنظومة الأمنية والعدلية في العراق، إن المواطن العادي الذي يفترض أن يجد العدالة في القانون، أصبح ضحية لأشخاص يستغلون مناصبهم ونفوذهم.

يبقى السؤال الأهم: هل ستحاسب الدولة العراقية الضابط الذي تورط في الاعتداء؟ وهل ستُقدّم وزارة الداخلية التسجيلات الكاملة للرأي العام؟ وهل ستصبح هذه الحادثة نقطة تحول في حماية حقوق الإنسان داخل مراكز الاحتجاز؟. الإجابة ستظهر في الأيام المقبلة.

سارة المصري

كاتبة تمتاز بالمرونة والابتكار في تقديم الأخبار والمقالات، مع اهتمام خاص بتقديم المعلومة بشكل حيادي ومثير للاهتمام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى