من هو بشير خالد لطيف ويكيبيديا؟ تفاصيل سبب مقتل المهندس العراقي ونتائج التحقيق الرسمية
في واحدة من أكثر القضايا إثارة للرأي العام العراقي خلال عام 2025، توفي المهندس العراقي الشاب بشير خالد لطيف صباح يوم الإثنين 7 أبريل، بعد أيام من دخوله في غيبوبة ناتجة عن تعذيب جسدي مروع تعرض له أثناء فترة توقيفه في مراكز تابعة لوزارة الداخلية العراقية، وقد تصدّر اسم المهندس بشير خالد لطيف عناوين الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي في العراق لمعرفة من هو وسبب الوفاة الحقيقي.
القضية التي بدأت كمشاجرة عادية مع اللواء عباس علي التميمي ونجلة، تطورت إلى فضيحة أمنية من العيار الثقيل، وسط مطالبات بمحاسبة جميع المتورطين في مقتل المهندس العراقي.
وفي المقال سنتعرف على من هو بشير خالد لطيف، القصة الكاملة لمهندس قُتل تحت التعذيب في بغداد بدات بـ شجار، اعتقال، وتعذيب ينتهي بفاجعة وفاة المهندس بشير خالد .
من هو المهندس بشير خالد ويكيبيديا؟
بشير خالد لطيف مهندس عراقي من مواليد العاصمة بغداد في العقد الثالث من عمره، شاب عراقي يعمل في مجال الهندسة والإنشاءات، يُعرف بسيرته المهنية النظيفة، ولا ينتمي لأي جهة سياسية.
كان يعيش في بغداد، ويعمل في مشاريع خاصة في مجال الإنشاءات والهندسة المدنية، اسمه ظهر إلى الواجهة بعد مشاجرة وقعت بينه وبين ضابط كبير في الشرطة الاتحادية العراقية يُدعى اللواء عباس علي التميمي، مدير الرواتب في قوات الشرطة الاتحادية.
وقد توفي بتاريخ 7 أبريل 2025 في مستشفى الكرخ، بعد أسبوع من دخوله في غيبوبة نتيجة إصابات خطيرة.
تفاصيل اعتقال المهندس بشير خالد لطيف والوفاة
بداية الواقعة: شجار في مجمع الأيادي
بحسب ما جاء في مؤتمر صحفي عقدته وزارة الداخلية العراقية، وقعت الحادثة في ليلة 27 مارس، عندما حاول بشير دخول مجمع الأيادي السكني بمنطقة العامرية ببغداد، حيث يسكن اللواء عباس علي التميمي، مدير الرواتب والأمور المالية في الشرطة الاتحادية.
رغم تكرار محاولاته، لم يُسمح له بالدخول لعدم وجود اسم مسجل أو دعوة رسمية، وبحسب وزارة الداخلية، تسلل بشير من السياج ودخل المجمع، متجهًا نحو العمارة رقم 11 التي يسكنها اللواء عباس. بعد لحظات من التوتر والمراقبة عبر العين السحرية، وقع شجار جسدي بين بشير واللواء عباس وأبنائه.
الاعتقال والتحويل إلى مركز الشرطة
بعد المشاجرة، حضرت دوريات النجدة واصطحبت الطرفين إلى مركز شرطة حطين. هناك، دونت أقوال اللواء عباس متهمًا بشير بمحاولة دخول المنزل عنوة، فتم توقيفه وفق المادة 428 من قانون العقوبات العراقي.
ورغم أن الطبيب الذي عاين بشير لاحظ وجود إصابة في الرأس ونزيف، إلا أنه رفض إدخاله إلى المستشفى، ليُعاد مرة أخرى إلى مركز الشرطة وهو في حالة صحية سيئة.
التحويل إلى سجن الجعيفر والاعتداء عليه
في اليوم التالي، نُقل بشير إلى مركز شرطة الجعيفر المركزي، وهناك تفاقمت حالته. دخل السجن وهو في حالة هستيرية وفقًا لوكيل الوزارة الفريق هادي رزيج، ووفق الشهادات المسجلة بكاميرات المراقبة، تعرض بشير للاعتداء من قبل موقوفين آخرين، مما أدى إلى فقدانه الوعي.
وبعد يومين، تم نقله إلى مستشفى الكرخ المركزي وهو في حالة حرجة، قبل أن يُعلن عن وفاته رسميًا صباح يوم الإثنين 7 أبريل، نتيجة فشل كلوي حاد ونزيف داخلي، بحسب تقارير طبية.
الداخلية توضح والتحقيقات تكشف تناقضات
أكد الفريق هادي رزيج أن بشير خالد لم يتعرض لأي ضرب من رجال الشرطة، وأن الاعتداء عليه وقع داخل السجن من قبل موقوفين. لكن رئيس اللجنة التحقيقية، اللواء وليد خالد علي أكبر، قال خلال المؤتمر إن هناك “غموضًا” حول علاقة بشير باللواء عباس، وإن كلا الطرفين رفض الإدلاء بإفادات واضحة.
اللجنة أوصت بفتح قضية مستقلة لذوي المهندس بشير عن واقعة الاعتداء التي حدثت داخل مجمع الأيادي، كما قررت إحالة القضية إلى مديرية مكافحة الإجرام لمتابعة ملابساتها الجنائية الكاملة.
نقابة المهندسين تستنكر وتصف الحادث بـ”الجريمة”
أصدرت نقابة المهندسين العراقيين بيانًا شديد اللهجة استنكرت فيه ما وصفته بـ”جريمة تعذيب بشعة”، داعية رئيس الوزراء ووزير الداخلية إلى تدخل عاجل وفتح تحقيق مستقل، واصفة الحادثة بأنها تهديد واضح لأمن وحياة المواطنين والمهنيين في العراق.
سبب وفاة المهندس بشير خالد لطيف
بحسب التقارير الطبية وتصريحات عائلته:
دخل بشير في غيبوبة استمرت 7 أيام، توفي صباح الإثنين 7 أبريل 2025، الساعة السادسة صباحًا، السبب المباشر للوفاة هو فشل كلوي حاد ناتج عن التعذيب الجسدي والنزيف الداخلي، وفقًا لمصادر طبية من المستشفى.
ردود الفعل الرسمية والشعبية:
وزارة الداخلية أصدرت بيانًا أكدت فيه وقوع الاعتداء وأعلنت عن تشكيل مجالس تحقيقية بحق كل من ثبت تورطه.
مجلس النواب العراقي شكّل لجنة تقصي حقائق مكوّنة من سبعة نواب برئاسة أرشد الصالحي، نقابة المهندسين العراقيين أدانت الحادثة ووصفتها بأنها “جريمة مروعة”.
مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت بهاشتاغات مثل #العدالة_لبشير، وسط دعوات لمحاسبة المسؤولين وتحقيق العدالة، مطالبين بمحاسبة الضباط المتورطين، خصوصًا اللواء عباس علي التميمي وأبنائه.
وشكك كثيرون في رواية الداخلية، داعين إلى الكشف عن كاميرات المراقبة وتقرير الطب الشرعي النهائي، مؤكدين أن بشير خالد لم يمت لأسباب طبيعية، بل قضى ضحية التعذيب داخل مركز احتجاز أمني في بغداد، في مشهد يعكس ضرورة الإصلاح الشامل في آلية التعامل مع الموقوفين وفرض الرقابة الصارمة داخل السجون.
هل ستصل العدالة إلى عائلة بشير خالد؟
قضية مقتل المهندس بشير خالد ليست فقط حادثة اعتقال انتهت بشكل مأساوي، بل هي اختبار حقيقي لمدى جدية مؤسسات الدولة العراقية في محاسبة المتجاوزين على القانون، أياً كانت رتبهم أو مناصبهم.
إن العدالة لبشير خالد لن تتحقق ببيانات وتصريحات، بل فقط من خلال محاكمات شفافة وعادلة، وكشف الحقيقة أمام الرأي العام دون مجاملة أو تلاعب.