العلم السوري يشعل أزمة رياضية.. استبعاد ثلاثي منتخب السيدات لكرة السلة؟
في قرار أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية السورية والعربية بسبب العلم السوري الجديد، أعلنت وزارة الرياضة والشباب السورية استبعاد كل من اللاعبتين سيدرا سليمان، نورا بشارة، والمدرب أيمن سليمان من بعثة المنتخب الوطني السوري لكرة السلة للسيدات، ومنعهم من ممارسة أي نشاط رياضي رسمي حتى إشعار آخر.
جاءت الخطوة على خلفية صور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي بدون العلم السوري، وُصفت بأنها “مخالفة للرموز الوطنية“، ما فتح الباب أمام موجة من التساؤلات حول الأسباب، الخلفيات، وردود الفعل.
في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل سبب استبعاد سيدرا سليمان ونورا بشارة من المنتخب السوري، ملابسات القرار، المواقف المتباينة بين الجهات الرسمية والجماهير، وتأثير هذا الحدث على كرة السلة النسائية في سوريا.
خلفية الحدث.. ماذا حدث بالعلم السوري؟
في أوائل أبريل 2025، نشرت اللاعبتان سيدرا سليمان ونورا بشارة صورًا عبر خاصية “ستوري” على حسابيهما في “إنستغرام”، ظهرتا خلالها بقمصان المنتخب الوطني السوري لكرة السلة، لكن اللافت في الصور أن العلم السوري كان غير ظاهر أو كما فسّره البعض: “تمّت إزالته بشكل متعمد” من التصميم الظاهر على القميص.
الصور سرعان ما انتشرت، وأثارت موجة انتقادات كبيرة على الإنترنت، خاصة بين مشجعي المنتخب السوري، الذين اعتبروا أن هذا التصرف يتجاوز كونه مجرد “سهو بصري”، ليأخذ طابعًا سياسيًا يمس الرموز الوطنية.
القرار الرسمي من وزارة الرياضة والشباب السورية
ردًا على هذه الصور، أصدرت وزارة الرياضة والشباب السورية بيانًا رسميًا في صباح السبت 5 أبريل 2025، أعلنت فيه:
- استبعاد المدرب أيمن سليمان، المدير الفني للمنتخب النسائي.
- استبعاد اللاعبتين سيدرا سليمان ونورا بشارة من بعثة المنتخب الوطني.
- منع الأسماء الثلاثة من مزاولة أي نشاط رياضي داخل مؤسسات الدولة حتى إشعار آخر.
وأكدت الوزارة في بيانها أن التصرف “يمس برمزية العلم الوطني السوري ويخالف القيم الرياضية الوطنية“، وأنه “لن يتم التساهل مع أي سلوك من هذا النوع في صفوف المنتخبات الرسمية“.
رد الاتحاد السوري لكرة السلة
في محاولة لتخفيف حدة الجدل، أصدر الاتحاد السوري لكرة السلة بيانًا توضيحيًا جاء فيه أن:
“الصور التي تم تداولها قد تكون خضعت للتلاعب من قبل جهات خارجية، ولا يمكن الجزم بأنها تعكس نية أو سلوك متعمد من اللاعبتين.”
لكن هذا التوضيح لم يكن كافيًا لثني وزارة الرياضة عن تنفيذ العقوبات، بل أثار تساؤلات جديدة حول غياب التنسيق بين المؤسسات الرياضية.
ردود فعل الجمهور.. انقسام بين مؤيد ومعارض
المؤيدون للقرار، رأوا أن ما حدث يُعد إهانة صريحة للرموز الوطنية، أيدوا العقوبة بوصفها إجراءً تأديبيًا رادعًا، دعوا لتشديد الرقابة على تصرفات الرياضيين في المنتخبات الرسمية.
المعارضون للقرار، وصفوه بأنه عقوبة مبالغ فيها وقد تكون بدوافع سياسية أكثر من كونها رياضية، تساءلوا:
“هل من المنطقي تجريم صورة دون علم؟”
أكدوا أن الأمر يمكن أن يكون سهوًا غير مقصود أو خطأ تصميمي لا تتحمله اللاعبتان.
هل هناك خلفية سابقة للمدرب أيمن سليمان؟
رغم أن سبب استبعاد المدرب أيمن سليمان لم يتم توضيحه بشكل دقيق، إلا أن مصادر رياضية تحدثت عن احتمالين:
- مسؤوليته المباشرة عن انضباط الفريق.
- احتمال علمه المسبق بنشر الصور وعدم تدخله.
إلا أن القرار أثار الجدل خاصة في الأوساط الفنية، نظرًا لما عرف عن أيمن من التزام طويل مع المنتخب، وتحقيقه نتائج جيدة خلال الفترات الماضية.
تأثير القرار على المنتخب والبطولة الإقليمية
يأتي هذا القرار قبل أيام فقط من انطلاق بطولة غرب آسيا لكرة السلة للسيدات، التي من المقرر أن تُقام في الأردن من 14 إلى 18 أبريل 2025، وكان من المفترض أن يتوجه الفريق إلى لبنان لمعسكر تدريبي يتضمن ثلاث مباريات ودية.
غياب لاعبتين بحجم سيدرا سليمان ونورا بشارة، بالإضافة إلى المدرب الرئيسي، يعني:
- إرباك فني وتكتيكي كبير للفريق.
- احتمال تراجع أداء المنتخب في البطولة.
- الضغط على الاتحاد لتعيين بدائل في وقت ضيق.
قراءة قانونية واجتماعية للقرار
من منظور قانوني، لا يوجد نص صريح يجرّم “صورة دون علم“، لكن وزارة الرياضة اعتمدت في تبريرها على “المساس بالرموز الوطنية“.
أما من الجانب الاجتماعي، فقد سلط هذا القرار الضوء على:
- العلاقة المعقدة بين السياسة والرياضة في سوريا.
- حدود حرية التعبير لدى الرياضيين وخاصة النساء.
- خطورة تأويل التصرفات الشخصية بشكل سياسي.
العلم السوري : أزمة عابرة أم بداية لمراجعة شاملة؟
قضية استبعاد سيدرا سليمان، نورا بشارة، وأيمن سليمان لا تتعلق فقط بصورة على “إنستغرام”، بل تعكس حالة من التداخل بين الرياضة والسياسة في سوريا، وتعيد فتح ملف علاقة المؤسسات الرياضية مع اللاعبين في ظل بيئة حساسة ومتشعبة.
بين مؤيد ومعارض، تظل الحقيقة أن الرياضة بحاجة إلى مساحة من الحرية والإبداع والانضباط معًا، وأن الحل لا يكون دائمًا بالإقصاء، بل أحيانًا بالحوار والتصحيح.