حقيقة وفاة رفعت الأسد : ما بين النفي والتأكيد .. هل توفي جزار حماة؟

في الآونة الأخيرة، انتشرت شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بـ وفاة رفعت الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والملقب بـ”جزار حماة” الذي قاد سرايا الدفاع في تنفيذ مجزرة حماة عام 1982.

في خضم الشائعات المتكررة حول وفاة رفعت الأسد، شقيق حافظ الأسد وعم الرئيس السوري بشار الأسد، عاد الجدل من جديد حول مصير ، فهل توفي رفعت الأسد فعلًا؟ وما حقيقة عودته إلى سوريا بعد سنوات من المنفى والاتهامات؟.

من هو رفعت الأسد ويكيبيديا؟

وُلد رفعت علي سليمان الأسد في 22 أغسطس 1937 في قرية القرداحة بمحافظة اللاذقية، سوريا، يُعتبر شخصية سياسية وعسكرية بارزة، حيث شغل مناصب عدة، منها نائب رئيس الجمهورية العربية السورية لشؤون الأمن القومي وعضو القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم .​

تزوج رفعت الأسد من عدة نساء، ولديه عدد من الأبناء، أبرزهم ريبال، سوار، دريد، ومضر الأسد، رغم ابتعاده عن السلطة المباشرة، استمرت عائلته في الاحتفاظ بنفوذ اقتصادي وسياسي داخل سوريا وخارجها.​

التحق رفعت الأسد بالجيش السوري عام 1958، وبرز دوره بعد الحركة التصحيحية التي قادها شقيقه حافظ الأسد عام 1970، تولى قيادة “سرايا الدفاع“، وهي وحدة عسكرية خاصة ذات نفوذ كبير.

في عام 1984، وبعد تدهور صحة حافظ الأسد، حاول رفعت تنفيذ انقلاب على شقيقه، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، مما أدى إلى نفيه خارج البلاد واستقراره في فرنسا.​

دور رفعت الأسد في الأحداث السورية

يُنسب إلى رفعت الأسد تورطه في عدة أحداث دموية، أبرزها مجزرة حماة عام 1982، حيث قُتل آلاف المدنيين أثناء قمع تمرد جماعة الإخوان المسلمين.

كما يُتهم بالمشاركة في مجزرة سجن تدمر عام 1980، التي قُتل فيها مئات المعتقلين السياسيين، ورغم هذه الاتهامات، لم يخضع لمحاكمة رسمية على دوره في هذه الأحداث خلال فترة إقامته في أوروبا.​

نفيه وعودته إلى سوريا

بعد نفيه من سوريا، استقر رفعت الأسد في فرنسا، حيث استثمر في العقارات والأعمال التجارية، واجه اتهامات بغسيل الأموال والفساد، وصدر بحقه حكم بالسجن أربع سنوات في فرنسا عام 2020 بتهمة الكسب غير المشروع، مع مصادرة عدد من ممتلكاته.

في أكتوبر 2021، عاد إلى سوريا بعد 36 عامًا في المنفى، وسط تقارير تفيد بحصوله على عفو غير معلن من الحكومة السورية.​

حقيقة وفاة رفعت الأسد

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا خبر وفاة رفعت الأسد، إلا أن نجله سوار الأسد نفى هذه الشائعات بنشره مقطع فيديو يظهر فيه والده حيًا وبصحة جيدة، حاملًا صحيفة حديثة التاريخ لإثبات ذلك .​

دائما ما يتولى نجله سوار الأسد، نفى الأنباء التي تتحدث عن والده سواء بالمرض أو الوفاة بصفة مستمرة .​

موقف المجتمع الدولي والقضايا القانونية

واجه رفعت الأسد عدة ملاحقات قانونية في أوروبا، حيث اتُهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في مارس 2024، وُجهت إليه اتهامات في سويسرا تتعلق بدوره في مجزرة حماة.

ورغم هذه الملاحقات، تمكن من العودة إلى سوريا دون تنفيذ الأحكام الصادرة بحقه، يبقى رفعت الأسد شخصية مثيرة للجدل في التاريخ السوري، حيث تتفاوت الآراء حول دوره وتأثيره في الأحداث التي شهدتها البلاد.

ورغم الشائعات المتكررة حول وفاته، تؤكد المصادر العائلية أنه لا يزال على قيد الحياة.​