من هو محمد تركو؟ وزير التعليم الكردي في الحكومة السورية الجديدة
وسط التحولات الكبرى التي تعيشها سوريا، تبرز أهمية وزارة التربية والتعليم كمفتاح لبناء المستقبل وتحصين الأجيال ضد التجهيل والتطرف، ويأتي تعيين الدكتور محمد تركو على رأس هذه الوزارة كرسالة رمزية وسياسية تحمل أبعادًا عميقة تتجاوز الشأن التعليمي البحت، فهو ليس مجرد أكاديمي متميز، بل يُمثل أيضًا صوت المكوّن الكردي في حكومة جديدة تسعى لبناء دولة جامعة لكل أبنائها.
وبدأ البحث عن من هو محمد تركو ويكيبيديا؟، السيرة الذاتية لوزير التربية والتعليم في الحكومة السورية 2025 الكردي الوحيد في الحكومة الذي يحمل حقيبة المستقبل.
من هو محمد تركو ويكيبيديا؟
محمد عبد الرحمن تركو من مواليد مدينة عفرين – ريف حلب ، ينتمي محمد عبد الرحمن تركو إلى مدينة عفرين، الواقعة في شمال سوريا، وهي مدينة ذات عمق تاريخي وثقافي، تشتهر بتعددها القومي والثقافي، وتمثل إحدى أبرز المدن ذات الأغلبية الكردية.
وقد نشأ تركو في هذه البيئة التي تحتضن الغنى اللغوي والثقافي، مما شكّل خلفيته الفكرية، ينتمي إلى المكوّن الكردي السوري يُعرف بمواقفه الداعمة للتنوع الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية ضمن النظام التعليمي .
عندما تُعهد وزارة التربية والتعليم إلى شخصية مثل الدكتور محمد عبد الرحمن تركو، فهذا يعني أن الحكومة وضعت بين يدي رجل القانون والطفل والأكاديمية مهمة صياغة وعي جيل جديد في سوريا ما بعد الحرب، فهو الكردي الوحيد في الحكومة، والأكاديمي الذي يعرف أهمية بناء الإنسان قبل العمران.
التكوين الأكاديمي: القانون في خدمة التربية
درس تركو الحقوق في جامعة دمشق، وتخصص في القانون الجزائي، حيث ركّز على ملفات دقيقة مثل حقوق الطفل وحمايته من العنف، وهو مجال يُعتبر اليوم من أهم المحاور في بناء المناهج التربوية الحديثة.
بعد حصوله على البكالوريوس، تابع دراساته العليا في إحدى الجامعات الألمانية، حيث نال درجة الدكتوراه في القانون، مع تركيز بحثي على العقوبات الخاصة، وحقوق الطفل في ظل النزاعات المسلحة، مما جعله مرجعًا أكاديميًا في هذا الحقل المهم.
وشغل منصب أستاذ في كلية الحقوق جامعة دمشق، شغل منصب نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون الطلاب والشؤون الإدارية (2022 – 2024)، مستشار قانوني لعدد من المؤسسات الأكاديمية والتربوية.
محمد تركو أكاديمي كردي في موقع المسؤولية
قبل تعيينه وزيرًا للتربية، كان الدكتور محمد عبد الرحمن تركو يشغل منصب نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون الطلاب والشؤون الإدارية بين عامي 2022 و2024. وفي هذا المنصب، عمل على:
- تطوير الأنظمة الجامعية لتكون أكثر مرونة وعدالة.
- تفعيل برامج حماية الطلاب من التحرش والعنف.
- دعم الطلاب من المناطق النائية والأرياف.
تعيين محمد تركو وزيرًا للتربية والتعليم 2025
في 29 مارس 2025، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع عن التشكيلة الحكومية الجديدة، والتي ضمت محمد تركو كـ وزير للتربية والتعليم، ليكون أول كردي يتولى هذا المنصب في تاريخ سوريا الحديث.
وقد لاقى هذا القرار ترحيبًا واسعًا، كونه يجمع بين التمثيل السياسي والخبرة التربوية والقانونية.
كلمته الأولى.. والتوجه الجديد للوزارة
في أول خطاب له، قال تركو:
“التعليم ليس فقط مناهج وامتحانات، بل هو مشروع وطني لبناء الإنسان السوري الجديد، القادر على تجاوز محن الحرب، وحمل لواء المعرفة والنهضة.”
كما أكد أن الوزارة ستعمل على تدعيم المناهج بالأنشطة الرقمية، وتنمية التفكير النقدي لدى الطلاب، وتفعيل دور المعلمين كقادة تربويين، وليس مجرد ناقلين للمعلومة.
الرؤية التربوية المستقبلية
يحمل تركو رؤية شاملة ومتكاملة لمنظومة التعليم، ترتكز على:
- تحديث المناهج لتلائم متطلبات القرن الحادي والعشرين.
- إدماج حقوق الطفل كمادة أساسية ضمن التربية المدنية.
- تطوير البنية الرقمية للمدارس وربطها بشبكات تعلم مرنة.
- إعادة تأهيل المدارس المتضررة في المناطق التي كانت تشهد صراعات.
- دعم اللغات القومية والمناهج التعددية كرافعة للتعايش والانتماء.
التحديات المنتظرة
رغم الطموحات الكبيرة، فإن الوزير محمد تركو يواجه تحديات معقدة، أبرزها:
- افتقار المدارس للتجهيزات الأساسية في كثير من المناطق.
- حاجة الكوادر التعليمية إلى تدريب وتأهيل مستمر.
- ضعف البنية التحتية الإلكترونية وصعوبة إدماج التكنولوجيا في بعض البيئات.
- نقص التمويل وضعف الرواتب في قطاع التعليم.
لكن خلفيته الأكاديمية والتزامه بحقوق الأطفال تجعله في موقع مناسب لإحداث فارق حقيقي.
شاهد كلمة محمد عبد الرحمن تركو خلال أول لقاء وزاري يتحدث عن مشاكل ملف التعليم في التشكيل الحكومي: