من هم أعضاء المجلس الأعلى للإفتاء برئاسة الشيخ أسامة الرفاعي؟

في خطوة تاريخية تهدف إلى إعادة تشكيل المرجعية الدينية في سوريا بعد سنوات من التغييب والتهميش، أعلن الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع رسميًا عن تعيين الشيخ أسامة الرفاعي مفتيًا عامًا للجمهورية العربية السورية، كما تم اعتماد تشكيل “المجلس الأعلى للإفتاء” الذي يضم 14 عضو من كبار العلماء والدعاة في سوريا، في محاولة لاستعادة الدور المؤسسي للفتوى، وتحقيق وحدة الكلمة وضبط الخطاب الديني.

هذا القرار الذي يأتي في مرحلة حساسة من تاريخ سوريا، يُنظر إليه على أنه خطوة رمزية وعملية لاستعادة المكانة الحقيقية للمؤسسات الدينية، ووضع الفتوى في إطار جماعي يضمن الاجتهاد والتنوع والانضباط، ومنح الشيخ أسامة الرفاعي وأعضاء المجلس الأعلى للإفتاء 2025 الفرصة لـ إعادة بناء المرجعية الدينية.

من هو الشيخ أسامة الرفاعي؟

الشيخ أسامة بن عبد الكريم الرفاعي هو عالم وداعية سوري بارز، من مواليد دمشق عام 1944، نشأ في بيت علم وصلاح، وتربّى على يد والده الشيخ عبد الكريم الرفاعي، أحد أعلام الشام في القرن العشرين.

يحمل الرفاعي مفتي سوريا الجديد منهجًا سنيًا شافعيًا، ويميل إلى التصوف السني المعتدل.

تخرج من كلية الآداب في جامعة دمشق عام 1971، وعمل خطيبًا وإمامًا في مسجد والده بحي كفرسوسة، قبل أن يُجبر على مغادرة البلاد عام 1981 في ظل ملاحقات النظام السوري للجماعات الدينية.

بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، لعب الشيخ الرفاعي دورًا بارزًا في دعم الحراك الشعبي، وتعرض للاعتداء من قبل قوات النظام أثناء تأديته صلاة التهجد في مسجد والده، مما اضطره للانتقال إلى تركيا، وهناك أسس “المجلس الإسلامي السوري” و”رابطة علماء الشام”، وعُرف بخطابه الوسطي المناهض للتطرف والداعي إلى التآلف.

لماذا عاد منصب المفتي العام الآن؟

بعد أن ألغى نظام الأسد هذا المنصب في عام 2021، ضمن محاولات إحكام السيطرة على الفتوى وتحويلها إلى إدارة تتبع وزارة الأوقاف، جاء قرار إعادة إحياء منصب المفتي العام من قبل الحكومة المؤقتة كجزء من إعادة الاعتبار للمؤسسة الدينية السورية المستقلة.

الرئيس أحمد الشرع أعلن عن هذا التعيين مع إطلاق “المجلس الأعلى للإفتاء”، كخطوة تهدف إلى أن تتحول الفتوى إلى مسؤولية جماعية، لا فردية، تنطلق من الشورى والاجتهاد الجماعي.

من هم أعضاء المجلس الأعلى للإفتاء في سوريا 2025؟

يضم المجلس نخبة من كبار علماء سوريا ومفكريها الشرعيين، ممن يجمعون بين التخصص الشرعي والخبرة الميدانية والعمل الدعوي:

  • الشيخ علاء الدين القصير – أحد علماء الشام المعروفين بخطابهم الوسطي والاعتدال.
  • الدكتور خير الله طالب – عالم شرعي ومفكر سوري مختص بالفقه المقارن.
  • الدكتور أنس عيروط – داعية وخطيب معروف، له حضور واسع في الداخل السوري.
  • الشيخ أنس الموسى – من العلماء الشباب البارزين في الفقه وأصوله.
  • الدكتور إبراهيم شاشو – أستاذ جامعي مختص في الدراسات الإسلامية.
  • الشيخ نعيم عرقسوسي – أحد أقدم العلماء العاملين في ميادين التعليم الشرعي.
  • الشيخ محمد خير الله الشكري – فقيه بارز في قضايا المعاملات والمجتمع.
  • الشيخ محمد راتب النابلسي – داعية عالمي معروف، يمتاز بالطرح العقلي والروحي، وله تأثير واسع في العالم الإسلامي.
  • الشيخ عبد الفتاح البزم – أحد علماء دمشق المعروفين، ومفكر متزن.
  • الدكتور وهبي سليمان – عالم شرعي متخصص في أصول الفقه والاجتهاد.
  • الدكتور مظهر الويس – من القيادات العلمية المهتمة بفقه الأقليات والشأن السوري العام.
  • الشيخ عبد الرحيم عطون – معروف بكتاباته حول السياسة الشرعية وقضايا الأمة.
  • الشيخ سهل جنيد – له مساهمات في تدريس علوم الحديث والفقه.
  • الدكتور إبراهيم الحسون – من علماء حلب، مهتم بالتجديد الشرعي المعاصر.

أهداف المجلس الأعلى للإفتاء

وفق إعلان الرئاسة السورية المؤقتة، فإن المجلس يهدف إلى:

  • ضبط الخطاب الديني: من خلال إصدار فتاوى معتدلة تراعي الواقع وتحترم النصوص.
  • تقديم اجتهاد جماعي مسؤول: الفتوى لا تكون فردية، بل جماعية عبر النقاش والبحث.
  • تحصين المجتمع من الفتاوى الشاذة أو المسيسة.
  • استعادة ثقة المجتمع في علماء الدين والمؤسسات الشرعية.
  • دعم توحيد المرجعية الدينية السورية في وجه الانقسام والتيارات المتطرفة.

دلالة هذا التشكيل في السياق السوري

في ظل سنوات من الصراع، تضررت المؤسسات الدينية كما تضررت باقي مكونات الدولة والمجتمع. واختلطت الفتاوى السياسية بالمذهبية والتكفيرية، وتعددت المرجعيات بتعدد الولاءات.

ويأتي تشكيل هذا المجلس برئاسة مفتي له تاريخ نقي مثل الشيخ الرفاعي، ليعيد الثقة بين الناس وعلمائهم، وليُنتج خطابًا إسلاميًا يجمع ولا يُفرّق، ويُداوي ولا يُفجّر، ويصون العقيدة من الاستغلال.

لماذا الشيخ أسامة الرفاعي بالذات؟

  • ذو منهج علمي متين وتكوين شرعي رصين.
  • محبوب في أوساط العلماء والجماهير.
  • مستقل عن التجاذبات السياسية والحزبية.
  • من أوائل العلماء الذين وقفوا إلى جانب الشعب في الثورة.
  • ذو موقف واضح من التطرف والإرهاب.
  • صوفي معتدل، يجمع بين الروحانية والعقلانية.

إعادة تعيين منصب المفتي العام وتشكيل المجلس الأعلى للإفتاء في سوريا هي خطوات تعكس بداية استعادة الشرعية الدينية السورية من براثن التسييس والفراغ.

المجلس يضم نخبة من العلماء المعتبرين، وعلى رأسهم الشيخ أسامة الرفاعي، في إشارة إلى أن المرجعية الدينية السورية تسير نحو خطاب متوازن، متجدد، يرتكز على الأصول ويتفاعل مع العصر.

نور الهاشمي

كاتبة ومحررة تركز على تقديم محتوى يُلبي اهتمامات القراء، مع اهتمام خاص بالمواضيع المعاصرة والمميزة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى