هل كانت ليلة القدر هي ليلة أمس 29 رمضان 2025 ؟ .. مشاهد شروق الشمس تثير الجدل

في صباح اليوم التالي لليلة 29 رمضان 1446هـ، صباح اليوم السبت انشغل المسلمون حول العالم بسؤالٍ واحد: هل كانت ليلة القدر هي ليلة أمس؟ تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو تُظهر شروق شمس غير معتاد صباح اليوم، ما أعاد الجدل السنوي حول توقيت هذه الليلة العظيمة، وأشعل النقاش بين المهتمين بعلاماتها الشرعية والمجتهدين في العشر الأواخر من الشهر الفضيل.

ليلة القدر، ليلة خير من ألف شهر، لا تأتي كل عام في توقيت معروف، ولكنها تُطلب في الليالي العشر الأخيرة من رمضان، وتحديدًا في الليالي الوترية، وبينما يحاول البعض تتبعها من خلال العلامات النبوية، يصرّ العلماء على أن خيرها في إحيائها لا في التنبؤ بها.

لماذا يبحث المسلمون عن ليلة القدر تحديدًا في ليلة 29 رمضان؟

ليلة القدر، تلك الليلة المباركة التي ينتظرها المسلمون في العشر الأواخر من شهر رمضان، تُعد من أعظم الليالي في العام، حيث يُضاعف فيها الأجر وتُستجاب الدعوات.

يحرص المسلمون على تحري علاماتها، ومن أبرز هذه العلامات شروق الشمس في صبيحتها بدون شعاع حاد، في هذا السياق، وبعد ليلة 29 رمضان 1446 هـ (الموافقة لـ 29 مارس 2025 م)، انتشرت تساؤلات حول ما إذا كانت تلك الليلة هي ليلة القدر، خاصة مع تباين مشاهدات شروق الشمس في صباح اليوم التالي.​

لأنها آخر الليالي الوترية المحتملة في شهر رمضان، خاصة في حال ثبوت رؤية الهلال بـ 30 يومًا، وقد أشار العديد من علماء السلف إلى رجحان أن تكون ليلة 29 إحدى الليالي المرشحة بقوة لتكون ليلة القدر، كما نقل عن الإمام الشافعي، وبعض التابعين.

وبينما أشار البعض إلى أن ليلة 27 كانت هي الأقرب، إلا أن العلامات التي تظهر في كل عام تختلف، مما يجعل من ليلة 29 منافسًا قويًا للقب “الليلة الذهبية“.

شروق شمس 29 رمضان 2025.. هل حمل علامة ليلة القدر؟

في فجر يوم السبت 29 مارس 2025، صوّر آلاف المتابعين مشاهد شروق الشمس في مختلف المدن الإسلامية، وشاركوا ملاحظاتهم عبر مواقع التواصل، وكانت أبرز الملاحظات كالتالي:

  • الشمس كانت بيضاء، بلا شعاع حاد.
  • الضوء كان هادئًا، لا يؤذي العين.
  • الحرارة منخفضة، والجو لطيف بشكل غير معتاد.
  • السماء صافية تمامًا دون غيوم أو غبار.

هذه المشاهد توافقت مع ما ورد عن النبي ﷺ في وصف شمس ليلة القدر، حيث قال:

“إنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها، كأنها طست حتى ترتفع” – (رواه مسلم).

لكن البعض حذّر من الاعتماد فقط على الشروق، نظرًا لإمكانية تأثير الظروف المناخية على شكل الشمس، مثل الضباب، أو السحب الخفيفة، أو التلوث الجوي.

هل هناك علامات أخرى تُرجّح أن ليلة أمس كانت ليلة القدر؟

نعم، العلامات النبوية لا تقتصر على شروق الشمس، بل تشمل:

  • السكينة والطمأنينة: حيث يشعر المؤمن في تلك الليلة بخفة في الروح وارتياح داخلي لا يُفسّر.
  • الاعتدال في الطقس: لا باردة ولا حارة.
  • كثرة الخشوع في الصلاة والدعاء: حيث تكون النفوس أقرب لله، والقلوب أنقى.
  • إقبال الناس على العبادة بشكل غير اعتيادي.
  • نزول الملائكة بكثرة، والشعور بالبركة.

وقد نقل الكثيرون في ليلة 29 رمضان 1446هـ تجاربهم الروحية المميزة، وشهدوا مشاعر مختلفة عن باقي الليالي، مما زاد من رجاحة كونها ليلة القدر.

آراء العلماء حول ليلة القدر 2025

رغم انتشار المشاهدات التي تدعم احتمال وقوع ليلة القدر في ليلة 29، فإن العلماء والفقهاء يحثّون على الحذر من الجزم، ويؤكدون أن المطلوب من المسلم هو الاجتهاد في العشر الأواخر كلها، وليس انتظار “علامة يقينية”.

قال الإمام النووي رحمه الله:

“اعلم أن ليلة القدر ليست معلومة التعيين، وقد أكثر العلماء فيها الأقوال، والصحيح أنها في العشر الأواخر، وأنها تنتقل، فمرة تكون في ليلة ومرة في أخرى.”

ماذا لو فاتتك ليلة القدر؟

الجواب: لم تفتك أبدًا ما دمت على قيد الاجتهاد والنية الصادقة. ليلة القدر ليست جائزة تُمنح لمن صادفها في التاريخ فقط، بل أجرها محفوظ لمن جدّ واجتهد، حتى وإن لم يعلم أنه وافقها، قال النبي ﷺ:

“من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه.”

هل حُسم الجدل؟ وهل كانت ليلة أمس هي ليلة القدر؟

لا يمكن الجزم بشكل قاطع، رغم توافر علامات مطابقة، كالشروق الهادئ، والجو المعتدل، وشهادات روحية مؤثرة. ومع ذلك، فإن الإجماع يظل على أن الله قد أخفى هذه الليلة ليجتهد المؤمن، ويتقرب إليه طيلة العشر الأواخر دون فتور.

تحديد ليلة القدر بدقة كان وما زال موضوع اجتهاد بين العلماء، حيث لم تُحدد في الشريعة الإسلامية بليلة معينة، بل حث النبي محمد ﷺ على تحريها في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الليالي الوترية.

محمد علاء

محرر وصحفي متميز يتمتع بخبرة واسعة في صياغة الأخبار وتحريرها بأسلوب شيق ودقيق، يساهم في تقديم محتوى متنوع وموثوق للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى