إغلاق محلات بلبن B.LABAN في السعودية … حقيقة التسمم الغذائي مؤامرة أم إهمال؟
بين ليلة وضحاها، تحوّلت محلات بلبن B.LABAN الشهيرة في السعودية والعالم العربي من حديث الذوق الرفيع والحلويات المصرية المبتكرة إلى حديث الرأي العام السعودي، بعد أن أعلنت السلطات الصحية في الرياض عن إغلاق جميع فروعها بسبب بلاغات متزايدة عن حالات تسمم غذائي جماعي.
فهل تسببت منتجات “بلبن” بالفعل في تلك الأعراض؟ وماذا تقول التحقيقات؟ وهل تعود السلسلة إلى العمل مجددًا بعد التسمم الجماعي؟.
يُعتبر محلات بلبن واحدًا من أسرع العلامات التجارية صعودًا في قطاع الحلويات في الخليج، وقد حصد شهرة واسعة بفضل وصفاته المستوحاة من المطبخ المصري التقليدي بطابع عصري، إلا أن هذه الشهرة دخلت اليوم في منعطف خطير بعد تسجيل حالات مرضية مرتبطة بتناول منتجاته.
بداية أزمة محلات بلبن في الرياض
بدأت القصة عندما وردت بلاغات من مواطنين ومقيمين في العاصمة الرياض، أفادوا بتعرضهم لأعراض تسمم غذائي حادة بعد تناولهم أطباقًا من أحد فروع “بـ لبن”.
وعلى الفور، باشرت الفرق الطبية نقل المصابين إلى المستشفيات، حيث وُضعت بعض الحالات تحت المراقبة الطبية الدقيقة.
بحسب المعلومات الأولية، أكثر من 26 شخصًا تعرضوا للغثيان والتقيؤ وآلام شديدة في المعدة، وكان القاسم المشترك بينهم تناولهم منتجات “بلبن” خلال الـ 24 ساعة السابقة.
استجابة سريعة من أمانة الرياض وهيئة الغذاء والدواء
ما إن تبيّن الترابط بين الحالات المصابة ومصدر الطعام، حتى تحرّكت الجهات المعنية بسرعة لاحتواء الوضع، قامت الفرق الرقابية بزيارة مفاجئة إلى جميع فروع “بـ لبن” في مدينة الرياض، وأسفرت الجولة عن:
- إغلاق كامل للفروع في المدينة.
- مصادرة عينات من الأطعمة لتحليلها مخبريًا.
- تعليق خدمات التوصيل من التطبيقات الشهيرة مثل “جاهز” و”هنقرستيشن”.
- إيقاف نشاط المقر الرئيسي للسلسلة في المملكة مؤقتًا.
هذا التحرك جاء ضمن سلسلة من الإجراءات الوقائية التي تهدف إلى حماية صحة المستهلكين، وفق البروتوكولات المعتمدة.
من هو مالك محلات بـ لبن في السعودية؟
على عكس الشائع، فإن الشيف الشربيني ليس له علاقة بامتلاك المحلات، رغم ظهوره في عدد من المقاطع الترويجية. المؤسس الحقيقي هو الدكتور مؤمن عمار، شاب مصري من الإسكندرية، عمل على تحويل “بـ لبن” من فكرة إلى علامة تجارية ناجحة خلال سنوات قليلة، حتى بلغ عدد فروعه أكثر من 120 حول العالم.
وتُدير الشركة عملياتها في السعودية بشكل مباشر، دون وجود امتيازات أو وسطاء.
هل الحادثة مفتعلة؟ آراء متضاربة على مواقع التواصل
مع تداول الفيديوهات والصور التي توثق إغلاق الفروع، انقسمت الآراء على منصات التواصل:
- فئة دعت لمحاسبة الشركة ومتابعة التحقيقات بكل شفافية.
- فئة ثانية رأت أن هناك تضخيماً إعلامياً، وربما حملة لتشويه العلامة التجارية المصرية.
- آخرون تساءلوا عن سبب تصوير حالات التسمم بشكل متزامن وكأن هناك نية مسبقة لتوريط السلسلة.
لكن حتى الآن، لا توجد أدلة رسمية تشير إلى وجود مؤامرة أو تلفيق، والتحقيقات ما زالت مستمرة لتحديد الجهة المسؤولة.
موقف محلات بلبن: لا تعليق رسمي حتى الآن
رغم تصاعد الأزمة، لم تُصدر إدارة “بـ لبن” بيانًا رسميًا حتى لحظة كتابة هذا التقرير، وقد تواصل بعض الصحفيين مع الإدارة، لكنها فضلت التزام الصمت حتى اكتمال نتائج التحقيقات.
المتابعون يعتبرون أن الصمت قد يكون استراتيجية لحين التأكد من التفاصيل الدقيقة، أو ربما انتظار نتائج التحاليل المخبرية قبل الإدلاء بأي تصريح.
إجراءات التحقيق والفحص المخبري
الهيئة العامة للغذاء والدواء، بالتعاون مع وزارة الصحة وأمانة الرياض، بدأت بتحليل عدة عناصر تشمل:
- مكونات الأطعمة المستخدمة في الفروع.
- طرق الحفظ والتبريد والنقل والتخزين.
- سلاسل التوريد والتوريد الخارجي.
- سجلات العمالة الصحية والنظافة والتعقيم.
وبحسب مصدر مطلع، فإن نتائج التحقيق قد تُعلن خلال أيام، وإذا ثبت وجود تقصير، فستُحال القضية إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القضائية.
هل تعود محلات بلبن للعمل قريبًا؟
تعتمد عودة النشاط إلى الفروع المغلقة على ما ستُسفر عنه التحقيقات:
- إذا ثبت أن الحادثة فردية، وكان السبب عارضًا وتم اتخاذ إجراءات تصحيحية، فقد يُعاد افتتاح الفروع تدريجيًا.
- أما إذا تبين وجود قصور في الإجراءات الصحية أو تكرار الإهمال، فقد تُلغي السلطات تراخيص الشركة نهائيًا في السعودية.
ما الدرس من واقعة محلات بلبن؟
- الثقة لا تغني عن الرقابة: مهما كانت شهرة المطعم، لا بد من التفتيش المستمر ومتابعة الجودة.
- المستهلك له الحق في معرفة مصدر طعامه: الشفافية أهم أدوات بناء الثقة.
- التواصل الرسمي الفوري في الأزمات ضرورة: الصمت قد يُسيء لصورة العلامة التجارية حتى لو كانت بريئة.
وحتى الان تتصدر أزمة محلات لبن في السعودية الجدل بعد إغلاق مفاجئ بسبب التسمم، والتحقيقات مستمرة ومصير مجهول للعلامة الشهيرة، هذا ما ستكشفة الساعات القادمة والتحقيقات.
