لحظة القبض على المعتدية على رجل الأمن بالصفع في المسجد النبوي .. فيديو
في ليلة روحانية ينتظرها الملايين حول العالم، وبالتحديد ليلة 29 رمضان 1446 هـ، شهد المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة حادثة استثنائية وغريبة عن طقوس السكينة التي تميز المكان، سيدة تعتدي على رجل أمن بالصفع أمام المارة والمصلين داخل الحرم، الفيديو الذي وثق الواقعة انتشر كالنار في الهشيم، وأثار موجة جدل واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
الحادثة وقعت في وقت حساس، مع ارتفاع عدد الزوار والمصلين في الحرم النبوي، خاصة في الليالي الوترية التي يرجى فيها أن تكون ليلة القدر، وهو ما ضاعف من الاهتمام بالواقعة، ورفع وتيرة التفاعل معها شعبيًا وإعلاميًا.
بعد تداول فيديو الإعتداء على رجل الأمن في المسجد النبوي ليلة 29 رمضان، تم البحث عن فيديو لحظة القبض على السيدة التي صفعت رجل الأمن في الحرم وتحرك الشرطة بعد الضجة زنتيجة التحقيق مع المعتدية على رجل أمن في المسجد النبوي وعرفة جنسيتها وسبب فيديو الاعتداء على العسكري.
تفاصيل اعتداء سيدة على رجل الأمن كما ظهرت في الفيديو
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر سيدة ترتدي عباءة سوداء تقوم بصفع رجل أمن أثناء تأديته لمهامه في تنظيم الحشود داخل المسجد النبوي.
يظهر رجل الأمن وهو يحاول التعامل مع الوضع بهدوء، قبل أن تندلع مشادة انتهت بقيامه بردّ الفعل بشكل فوري، وسط حشود من المصلين.
الفيديو، الذي يبدو أن تصويره بدأ قبل لحظة الاشتباك، أثار الشكوك حول نية التصوير المسبق، ما جعل البعض يُرجح وجود استفزاز مقصود لرجل الأمن أو نية مسبقة لإثارة البلبلة في الحرم.
تدخل شرطة المدينة المنورة
لم تمر ساعات على الحادثة حتى أصدرت شرطة منطقة المدينة المنورة بيانًا أكدت فيه أنها باشرت – في حينه – واقعة اعتداء امرأة على رجل أمن أثناء تأديته مهامه في المسجد النبوي الشريف.
وأضافت الشرطة أنه تم القبض على المرأة المعتدية، وتم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقها وفق الأنظمة المعمول بها في المملكة.
#تم_القبض في المدينة المنورة على امرأة بسبب اعتداءها على رجل أمن أثناء أداء مهام عمله وتستكمل الإجراءات النظامية حيالها. pic.twitter.com/jJBG3J5Upl
— #تم_القبض (@Arrested_911) March 29, 2025
هذا التحرك السريع من الجهات الأمنية حظي بإشادة واسعة من المواطنين الذين أكدوا ضرورة حماية رجال الأمن من الاعتداءات مهما كانت طبيعتها، خاصة في الأماكن المقدسة.
ردود الفعل على فيديو الاعتداء على رجل الأمن
الواقعة أثارت انقسامًا حادًا في الرأي العام السعودي والخليجي بين مؤيد لتصرف رجل الأمن ورافض لطريقته في التعامل. هذه أبرز المواقف:
- المؤيدون للعسكري: أكدوا أن رجل الأمن تعرّض لاعتداء مباشر، وأن من حقه الدفاع عن نفسه، حتى لو كانت المعتدية امرأة، واعتبروا أن ما حصل يمس هيبة الدولة، وأنه لا يجوز التساهل مع من يعتدي على من يمثل النظام والقانون، خصوصًا داخل الحرم.
- المنتقدون لرجل الأمن: رأوا أن التصرف لم يكن حكيمًا، وأنه كان بإمكانه احتواء الموقف دون رد عنيف، خاصة أن الضرب تسبب في كشف جزء من ستر المرأة، وهو أمر حساس جدًا في المجتمع السعودي.
النقاش حول المصور واقعة صفع رجل الأمن في الحرم
من أبرز ما أثار الجدل هو أن التصوير بدأ قبل لحظة الضرب، ما دفع البعض للتساؤل: هل كانت الحادثة مرتبة؟ هل هناك من تعمّد استفزاز رجل الأمن؟ هل المصور شريك في تصعيد الموقف؟ وهل يجوز تصوير ونشر هذه المشاهد في الحرم؟.
أصوات كثيرة طالبت بالتحقيق مع المصوّر، خاصة إذا ثبت وجود نية مبيتة للتشهير أو إثارة الفتنة داخل الحرم.
قراءة قانونية للحادثة
وفق النظام السعودي، فإن:
- الاعتداء على رجل أمن أثناء عمله يُعد جريمة موجبة للعقوبة.
- التعدي اللفظي أو الجسدي في الأماكن المقدسة يُواجه بتشديد في العقوبة نظرًا لقدسية المكان.
- تصوير الواقعة ونشرها دون إذن قد يُعد مخالفة وفق نظام الجرائم المعلوماتية، إذا ثبت أنه بقصد التشهير أو الإضرار.
ويتوقع أن تواجه المرأة عقوبة تتراوح بين الغرامة والسجن، حسب نتائج التحقيق، فيما قد يُستدعى المصور أيضًا للتحقيق إذا ثبت تعمده التصوير بقصد غير مشروع.
أهمية التوعية والانضباط في الأماكن المقدسة
الحادثة تسلط الضوء على أهمية:
- تدريب رجال الأمن على ضبط النفس والتعامل الاحترافي في المواقف الحساسة.
- توعية الزوار بقدسية المكان وأهمية احترام التعليمات والأنظمة.
- منع التصوير غير المصرّح به داخل الحرمين، لما يسببه من إثارة للفتن وخرق للخصوصية.
ما حدث في المسجد النبوي ليلة 29 رمضان 1446 هـ لا يجب أن يُنظر إليه كمجرد مشادة عابرة، بل كجرس إنذار يستوجب المزيد من التنظيم والتوعية، واحترام القانون من جميع الأطراف. فالأماكن المقدسة ليست مكانًا لتصفية الحسابات أو إثارة الفوضى، بل موطن للسكينة والعبادة والخشوع.