من هو عبد القادر حصرية ويكيبيديا؟ السيرة الذاتية لـ حاكم مصرف سورية المركزي الجديد
في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية التي تمر بها سوريا، جاء قرار تعيين الدكتور عبد القادر حصرية حاكمًا جديدًا لمصرف سورية المركزي خلفاً لـ ميساء صابرين التي جرى تعييها بعد إقالة الحاكم السابق محمد عصام هزيمة في أعقاب الإطاحة بـ بشار الأسد ، وتم تعيين عبد القادر حصرية على رأس الهرم المصرفي في سوريا كخطوة مفصلية نحو مرحلة جديدة من الإصلاح المالي والنقدي.
هذا القرار الذي أصدرته الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع أثار اهتمام الأوساط الاقتصادية، لما يمثله الرجل من ثقل أكاديمي ومهني في مجال السياسات العامة والإصلاح الاقتصادي.
سنستعرض في هذا المقال السيرة الذاتية الكاملة لـ عبد القادر حصرية حاكم مصرف سورية المركزي الجديد ورجل المرحلة الاقتصادية الصعبة، ونكشف عن ملامح مشواره المهني والأكاديمي، بالإضافة إلى خلفيته العائلية، والآمال المعلقة عليه في قيادة المصرف المركزي نحو مرحلة من الاستقرار المالي.
من هو عبد القادر حصرية السيرة الذاتية ويكيبيديا؟
وُلد عبد القادر صالح الجزائري حصرية في مدينة دمشق عام 1961، وسط بيئة علمية وأكاديمية دفعت به نحو حب المعرفة والتميز.
نشأ في أسرة ذات جذور علمية، حيث كان والده، صالح الجزائري، يشغل منصب مفتي المالكية في دمشق، وهو شخصية معروفة باهتمامه بعلمي الفلك والتاريخ، ما كان له بالغ الأثر في تكوين شخصية عبد القادر العلمية والمنهجية.
منذ صغره، عُرف عبد القادر بحبّه للدراسة وفضوله لاكتشاف العلوم المختلفة، وهو ما انعكس لاحقًا على مسيرته التعليمية اللامعة.
يمثل عبد القادر حصرية نموذجًا فريدًا في عالم الاقتصاد، حيث يجمع بين خلفية أكاديمية عميقة وخبرة عملية تمتد لأكثر من أربعة عقود، ما يجعله من أبرز الشخصيات الاقتصادية في سوريا والمنطقة العربية.
فمن خلال رحلته الطويلة التي انطلقت من أحياء دمشق ووصلت إلى كبرى المؤسسات المالية الدولية، صنع لنفسه اسمًا لامعًا في عالم الإصلاحات الاقتصادية والسياسات النقدية.
تعيينه في هذا المنصب يأتي في وقت حساس تمر به سوريا، حيث تعاني من أزمات اقتصادية خانقة، وانهيار في سعر صرف الليرة، وتحديات كبيرة في القطاع المصرفي، ما يجعل من مهمة عبد القادر حصرية تحديًا ضخمًا يحتاج إلى رؤية دقيقة وخطة عمل متماسكة.
من هو والد عبد القادر حصرية؟
ينتمي عبد القادر إلى عائلة علمية مرموقة، والده هو الشيخ صالح الجزائري، أحد كبار علماء دمشق، وكان يشغل منصب مفتي المالكية، وله باع طويل في العلوم الشرعية، وخاصة علم الفلك والتاريخ.
هذا الإرث الديني والعلمي الكبير كان له تأثير عميق في شخصية عبد القادر، الذي ورث عن والده حب المعرفة والاهتمام بالشأن العام.
التعليم العالي والتخصص الأكاديمي
بدأ عبد القادر حصرية تعليمه في المدارس الدمشقية، ومن ثم انتقل إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث التحق بالجامعة الأمريكية العريقة.
هناك، حصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، تلتها درجة الماجستير في نفس التخصص، مما عزز من قاعدته الأكاديمية ومهاراته التحليلية.
سعيًا وراء التميز الأكاديمي، انتقل حصرية إلى المملكة المتحدة لينال درجة الدكتوراه في التمويل من جامعة “دورهام”، وركّزت أطروحته على دور أسواق المال في تمويل الإسكان، موضوع يعكس اهتمامه بالاقتصاد الاجتماعي.
لم يكتف بذلك، بل تابع دراسة القانون، فنال بكالوريوس في الحقوق من جامعة دمشق، ثم ماجستير في القانون العام من كلية أوسغوود للحقوق في كندا، ما منح مسيرته مزيجًا فريدًا بين التخصصين الاقتصادي والقانوني.
المسيرة المهنية وبناء الخبرة
يُعد عبد القادر حصرية من أبرز الخبراء الاقتصاديين في العالم العربي. بدأ مشواره المهني في شركة “إرنست ويونغ”، إحدى أكبر شركات المحاسبة والاستشارات في العالم، حيث شغل منصب الشريك المسؤول عن تقديم استشارات مالية لكبريات الشركات في الشرق الأوسط.
تجربته الثرية في “إرنست ويونغ” دفعته لاحقًا لتأسيس شركته الخاصة “حصرية ومشاركوه للاستشارات المالية” عام 2013، ركزت هذه الشركة على تقديم خدمات متخصصة في مجالات عدة مثل التمويل العقاري، إعادة الهيكلة المؤسسية، والاستشارات في المشاريع الكبرى.
نجح من خلال شركته في تحقيق تأثير ملموس في الاقتصاد السوري رغم التحديات الأمنية والسياسية.
إسهاماته في تطوير النظام المالي السوري
كان لحصرية دور فاعل في وضع وتطوير عدد من القوانين المصرفية الهامة، منها قانون المصارف الإسلامية، والذي ساهم في تنظيم عمل البنوك وتحفيز الاقتصاد الوطني.
كما لعب دورًا مهمًا في تأسيس سوق دمشق للأوراق المالية، بالإضافة إلى مساهمته الفاعلة في هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية.
لم تكن إسهاماته محلية فقط، بل امتدت إلى العمل مع هيئات ومنظمات مالية دولية، حيث قدّم استشارات اقتصادية لدول عربية ساعية للإصلاح المالي، كما شارك في وضع خطط استراتيجية لإعادة هيكلة اقتصاداتها.
تعيين عبد القادر حصرية حاكمًا لمصرف سورية المركزي
في عام 2025، قررت الحكومة السورية تعيين الدكتور عبد القادر حصرية حاكمًا لمصرف سوريا المركزي، خلفًا لميساء صابرين.
جاء هذا التعيين كجزء من خطة إصلاحية شاملة تقودها الإدارة الجديدة، في محاولة لضبط السياسة النقدية، وتثبيت سعر صرف الليرة السورية، واستعادة الثقة بالقطاع المصرفي.
يُنظر إلى حصرية كخيار استراتيجي بامتياز، كونه يجمع بين الرؤية الإصلاحية والخبرة التنفيذية، وتؤكد مصادر مقربة من الحكومة السورية أن تعيينه يأتي ضمن مشروع متكامل لإعادة بناء النظام المالي والنقدي في البلاد، بمساعدة خبراء دوليين ومؤسسات تمويل عالمية.
توقعات وآمال حول عبد القادر حصرية
التحديات التي تواجه عبد القادر حصرية في منصبه الجديد كثيرة، أبرزها:
- استقرار سعر صرف الليرة.
- إصلاح القطاع المصرفي المتعثر.
- جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية.
- مكافحة الفساد في المؤسسات المالية.
- تعزيز الشفافية في السياسة النقدية.
غير أن خلفيته العلمية الثرية وخبرته الطويلة في العمل المؤسسي تجعل المراقبين يتوقعون أداءً مميزًا ومؤثرًا في هذه المرحلة الحساسة.