توقعات أسعار المحروقات في الأردن شهر 4 نيسان/ أبريل 2025: هل تستمر وتيرة الاستقرار؟

بينما يوشك شهر مارس على نهايته، يستعد الأردنيون، كما في كل نهاية شهر، لسماع الإعلان الرسمي من لجنة تسعير المشتقات النفطية بشأن أسعار المحروقات لشهر أبريل 2025. يأتي هذا الترقب في وقت يشهد فيه العالم تذبذبات كبيرة بأسواق النفط، وسط صراعات تجارية وتحولات في السياسات الدولية، أثرت بشكل مباشر على الأسعار العالمية للنفط ومشتقاته.

ومع استقرار أسعار البنزين في الأردن خلال مارس بعد ارتفاع متتالٍ في يناير وفبراير، يزداد اهتمام الشارع الأردني بما ستعلنه اللجنة في 31 مارس، تمهيدًا لتطبيقه اعتبارًا من 1 أبريل 2025.

فهل سنشهد تثبيتًا جديدًا للأسعار؟ أم تعود الأسعار لمسارها التصاعدي؟ لنلقي نظرة معمقة.

خلفية: كيف تطورت أسعار المحروقات في الأردن خلال الشهور الماضية؟

منذ بداية عام 2025، اتسمت أسعار الوقود في الأردن بتقلبات ملحوظة. ففي حين شهد شهرا يناير وفبراير زيادات متتالية في أسعار البنزين، جاء شهر مارس بمفاجأة تمثّلت في تثبيت الأسعار على البنزين بنوعيه وتخفيض سعر الديزل.

إليك تفاصيل أسعار مارس 2025:

  • بنزين أوكتان 90: 885 فلسًا/لتر (ثابت)
  • بنزين أوكتان 95: 1110 فلوس/لتر (ثابت)
  • الديزل (السولار): 705 فلوس/لتر (انخفاض بـ15 فلسًا)
  • الكاز (الكيروسين): 620 فلسًا/لتر (ثابت)
  • أسطوانة الغاز المنزلي: 7 دنانير (ثابتة)

يشير هذا القرار إلى محاولة الحكومة الحفاظ على التوازن الاجتماعي والاقتصادي، خاصة مع اقتراب موسم رمضان وزيادة النفقات المعيشية.

العوامل المؤثرة في تسعير المحروقات في الأردن

لفهم آلية التوقع، لا بد من فهم الأسس التي تعتمدها اللجنة في تحديد الأسعار:

1. أسعار النفط الخام عالميًا
تعتمد المملكة بشكل شبه كامل على الاستيراد، وبالتالي فإن سعر برميل خام برنت يلعب دورًا حاسمًا في تحديد السعر النهائي للمشتقات.

2. تكلفة النقل والتكرير
تشمل التسعيرة الرسمية كلفة النقل البحري، رسوم الموانئ، التكرير، وأجور الشحن الداخلي.

3. سعر صرف الدولار مقابل الدينار
نظرًا لتداول النفط عالميًا بالدولار، فإن أي تغير في سعر الصرف ينعكس مباشرة على تكلفة الاستيراد.

4. المعادلة السعرية الحكومية
تتضمن معادلة معتمدة من وزارة الطاقة، تشمل الرسوم والضرائب الحكومية، إضافة إلى هامش الربح المسموح لشركات التسويق.

الأسواق العالمية: هل تسير أسعار النفط نحو الانخفاض؟

خلال شهر فبراير 2025، شهد السوق العالمي اضطرابات حادة على خلفية التوترات بين الصين والولايات المتحدة، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فرض رسوم جديدة على الواردات الصينية، لترد الصين بالمثل. دخلت تلك الإجراءات حيّز التنفيذ في 10 فبراير، مما أدى إلى:

  • انخفاض الطلب العالمي على النفط.
  • تراجع ملحوظ في صادرات النفط الأمريكي.
  • تزايد المخاوف من ركود اقتصادي عالمي.

كل هذه العوامل أدت إلى أول خسارة شهرية في أسعار النفط منذ 3 أشهر، ما قد ينعكس إيجابًا على الأسواق المحلية مثل الأردن.

السيناريوهات المتوقعة لأسعار المحروقات في أبريل 2025

✔️ سيناريو التثبيت:
إذا واصلت أسعار النفط العالمية استقرارها أو انخفاضها الطفيف، فقد تتجه اللجنة نحو تثبيت أسعار البنزين كما فعلت في مارس، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الدقيقة محليًا.

🔽 سيناريو التخفيض:
في حال شهدت أسعار برميل النفط انخفاضًا ملحوظًا بنهاية مارس، يُحتمل أن تُقدم اللجنة على خفض جديد لأسعار الديزل أو الكاز، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وانخفاض استهلاك هذه الأنواع.

🔼 سيناريو الزيادة:
رغم أنه احتمال ضعيف حاليًا، إلا أن أي تصعيد عالمي مفاجئ قد يعيد أسعار النفط إلى الارتفاع، ما قد يُجبر اللجنة على إعادة رفع أسعار بعض الأنواع.

تأثير أسعار المحروقات على الشارع الأردني

في بلد يعاني من ارتفاع تكاليف المعيشة، تُعد أسعار الوقود عاملاً حساسًا يؤثر على:

  • كلفة النقل العام.
  • أسعار المواد الغذائية.
  • أسعار الكهرباء والتدفئة، رغم أن الغاز ثابت التسعيرة.

وبالتالي، فإن أي تحرك في أسعار البنزين أو الديزل قد يشعل موجة نقاشات واسعة في الشارع الأردني، خاصة خلال موسم رمضان.

قطاع الكهرباء: بند فرق أسعار الوقود يظل صفرًا

من الأخبار الإيجابية التي استقبلها المواطن الأردني خلال شهري فبراير ومارس، كان إعلان هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن تثبيت بند فرق أسعار الوقود في فواتير الكهرباء عند “صفر”.

يعني هذا القرار أن المستهلك لن يدفع أي مبالغ إضافية مرتبطة بتقلبات أسعار الوقود، وهو ما اعتبره كثيرون إجراءً داعمًا للاستقرار الاقتصادي في فترة تشهد فيها الأسر ضغوطًا معيشية متزايدة.

مقارنة بأشهر 2024: كيف تغيّرت الأسعار؟

شهد عام 2024 تقلبات حادة في أسعار المحروقات:

  • ديسمبر 2024: شهد تخفيضًا كبيرًا لأسعار البنزين.
  • يناير وفبراير 2025: زيادات متتالية.
  • مارس 2025: عودة الاستقرار.

المراقبون يعتبرون أن أبريل قد يكون نقطة مفصلية في تحديد ما إذا كان الاتجاه القادم هو الاستقرار، أو العودة للموجة الصاعدة من جديد.

كيف يمكنك التعامل مع تغير الأسعار بذكاء؟

سواء ارتفعت الأسعار أو انخفضت، هناك دائمًا استراتيجيات ذكية لتقليل الأثر المالي:

  • استخدام سيارات موفرة للوقود أو هجينة.
  • القيادة الاقتصادية وتجنب التسارع والتوقف المفاجئ.
  • تطبيقات تتبع المحطات لمعرفة الأسعار والمواقع الأقرب.
  • الاعتماد على وسائل النقل العام متى أمكن.
  • جدولة رحلاتك لتقليل عدد مرات التزود بالوقود شهريًا.

متى تعلن الأسعار؟ وما هي الجهة المخولة؟

تعتمد المملكة الأردنية الهاشمية نظامًا شفافًا يحدد الأسعار عبر:

  • اجتماع شهري للجنة تسعير المشتقات النفطية في نهاية كل شهر ميلادي.
  • اللجنة تابعة لوزارة الطاقة والثروة المعدنية.
  • تشمل المراجعة أسعار النفط العالمية والضرائب والتكاليف المحلية.
  • يُعلن القرار من خلال بيان رسمي يُنشر على الموقع الإلكتروني للوزارة وفي وسائل الإعلام.

أسئلة شائعة حول أسعار المحروقات في الأردن

هل تتغير أسعار الوقود كل شهر؟
نعم، تُراجع الأسعار شهريًا حسب معادلة تسعير تستند للأسواق العالمية.

هل تُفرض ضرائب على البنزين في الأردن؟
نعم، وتُشكل الضرائب جزءًا كبيرًا من السعر النهائي للمستهلك.

هل هناك دعم حكومي للمحروقات؟
لا يوجد دعم مباشر منذ تحرير الأسعار، لكن الحكومة تتخذ قرارات توازن بين العبء الاقتصادي والأسعار العالمية.

لماذا يتم تثبيت سعر الغاز المنزلي؟
حرصًا على استقرار أسعار الطهي والتدفئة، وتخفيف الضغط عن الأسر متوسطة ومنخفضة الدخل.

توقعات مستقبلية لما بعد أبريل

يتوقع خبراء أن يشهد النصف الثاني من 2025:

  • تزايد في استخدام الطاقة الشمسية وتقنيات التدفئة البديلة.
  • إطلاق مشاريع وطنية لتكرير النفط محليًا وتقليل الاعتماد على الخارج.
  • التوجه لتشجيع استخدام المركبات الكهربائية لتقليل الأثر المباشر لأسعار البنزين.

فقرة ختامية: ما الذي يحمله أبريل للأردنيين؟
شهر أبريل 2025 لن يكون مجرد بداية جديدة للربيع، بل سيكون محطة اختبار لسياسات تسعير المحروقات ومدى قدرة الحكومة على تحقيق توازن بين التزاماتها الاقتصادية واحتياجات المواطنين اليومية.

ومع ترقب الأسواق العالمية لأي تغيير سياسي أو اقتصادي، يبقى المواطن الأردني متابعًا دقيقًا لأسعار الوقود، لأنها ببساطة تمس كل تفاصيل حياته.

تابعوا الأسعار الرسمية، واستعدوا لأي تغيير.. فالوعي الاقتصادي هو أول خطوة في طريق التوفير والقدرة على التكيف.

محمد علاء

محرر وصحفي متميز يتمتع بخبرة واسعة في صياغة الأخبار وتحريرها بأسلوب شيق ودقيق، يساهم في تقديم محتوى متنوع وموثوق للقراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى