مركز طبي خاص سعودي في أزمة: التحقيق في قضية الطبيب محمد صبحي .. القصة الكاملة
في زمنٍ تُرفع فيه شعارات الخصوصية الطبية وأخلاقيات المهنة كرايات مقدسة، جاءت قصة الطبيب المصري “محمد صبحي” كصفعة على وجه كل القيم، لتشعل مواقع التواصل الاجتماعي وتعيد طرح السؤال المرعب: إلى أي حد يمكن أن ينزلق من يحمل لقب “دكتور” خارج ميثاق الشرف الطبي؟
في العاصمة السعودية الرياض، وبالتحديد في مركز نيرا التخصصي الطبي، كانت التفاصيل تتسرب كقنابل موقوتة. طبيب مختص في المسالك البولية، يزعم أنه ارتكب ما لا يُغتفر. تجاوز الخطوط الحمراء أخلاقيًا، مهنيًا، وإنسانيًا. لكن القصة لم تقف عند الاتهامات فقط، بل تحولت إلى قضية رأي عام.
تفاصيل قضية الطبيب محمد صبحي في الرياض
فصول القصة كما انتشرت على “إكس”: اتهامات لا تُصدّق
تسارعت الأحداث مساء يوم الإثنين 25 مارس 2025، حين انتشرت تغريدات على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) تتحدث عن قناة على تطبيق تليغرام أنشأها الطبيب محمد صبحي بنفسه، وقام من خلالها بنشر:
- صور لا أخلاقية للمرضى، بما في ذلك أطفال، بدون موافقة أو علم، مصحوبة بتعليقات ساخرة.
- تعليقات مسيئة للسعوديين.
- مزاعم بأن السعوديين تعلموا النظافة من المصريين، بطريقة سخرية.
- وبحسب ما تم تداوله، فإن هذه المواد نُشرت بشكل علني في قناته الخاصة، ما أثار صدمة أخلاقية ومهنية غير مسبوقة.
الصدمة الأولى: انتهاك خصوصية المريض… وصمت المركز الطبي
المؤلم في القصة ليس فقط ما يُنسب للطبيب من أقوال وأفعال، بل ردة الفعل الأولية الصامتة من مركز نيرا التخصصي، حيث لم يُصدر المركز أي بيان رسمي فورًا، واكتفى، بحسب بعض المنشورات، بحذف التعليقات التي تشير إلى الطبيب من حساباته على وسائل التواصل، في محاولة اعتُبرت “طمسًا” بدلًا من المواجهة.
وسرعان ما تحولت الصدمة إلى غضب عارم، خصوصًا أن القصة طالت أطفالًا، مما دفع آلاف المغردين إلى توجيه نداء مباشر للجهات الأمنية لاتخاذ موقف عاجل، مؤكدين أن “الطرد من العمل لا يكفي”.
الحقيقة وسط الضباب: أين الإثباتات؟
حتى لحظة كتابة هذا المقال، لا تزال القصة تتأرجح بين الاشتعال الجماهيري والتريث الرسمي. فلا توجد بعدُ بيانات رسمية أو أدلة مرئية كـ:
- صور موثقة من القناة المزعومة.
- لقطات شاشة تؤكد منشورات الطبيب.
- أي تأكيدات من الجهات الأمنية أو الصحية.
- وهذا يضع الرأي العام أمام معضلة: هل نثق فقط بالروايات المتداولة في مواقع التواصل؟ أم ننتظر التحقيقات لتكشف الحقيقة؟
أخطر ما في القصة: انتهاك الخصوصية وحقوق الطفل
إذا ثبتت صحة الاتهامات الموجهة إلى الطبيب محمد صبحي، فإننا لا نتحدث عن “هفوة” أو “خطأ مهني”، بل عن:
- جريمة متكاملة الأركان تمس حقوق المريض، خصوصًا الأطفال.
- إساءة لسمعة الطاقم الطبي الأجنبي العامل في المملكة.
- انتهاك صارخ لنظام حماية البيانات الشخصية في السعودية.
- تشويه سمعة منشأة طبية تحمل ترخيصًا رسميًا وتخضع لرقابة وزارة الصحة.
- وهو ما يُحتم تدخلًا عاجلًا، ليس فقط من وزارة الصحة، بل من النيابة العامة، والجهات الأمنية المختصة.
ما هو رد الفعل الشعبي؟ حملة غضب عابرة للحدود
جمهور “إكس” لم يلتزم الصمت. بل خرجت عشرات الهاشتاغات تُطالب بـ:
- إيقاف الطبيب فورًا والتحقيق معه.
- محاكمته أمام القضاء السعودي وفق القوانين المحلية.
- محاسبة المركز الطبي على أي تقصير في الرقابة أو التستر.
- سن قوانين أشد ضد أي انتهاك لخصوصية المرضى، خاصة في القطاع الصحي.
بعض المغردين اعتبروا أن هذه القضية تُعيد فتح ملف خطير يتعلق بـ”الثقة بين المريض والطبيب”، مؤكدين أن الأطباء لا يحملون فقط سماعة على أعناقهم، بل ضميرًا يجب ألا يُخترق.
ماذا قالت الجهات الرسمية؟ الصمت… حتى الآن
حتى الساعة 7:33 مساءً بتوقيت شرق أوروبا في 25 مارس 2025، لم تُصدر الجهات الرسمية السعودية أي بيان مباشر بشأن:
- صحة الواقعة.
- اتخاذ أي إجراء قانوني ضد الطبيب.
- موقف المركز الطبي بشكل واضح.
- لكن المتابعين ينتظرون الساعات القادمة بفارغ الصبر، خاصة بعد تصاعد المطالبات الشعبية.
من هو الدكتور محمد صبحي ويكيبيديا؟
بحسب المعلومات المتوفرة، الدكتور محمد صبحي هو طبيب مصري الجنسية، يعمل في قسم المسالك البولية بمركز نيرا التخصصي الطبي بالرياض. وكان يُعرف بين المرضى بأسلوبه الهادئ، إلا أن ما نُسب إليه من أفعال يناقض تمامًا الصورة العامة لطبيب متمرس، ويطرح علامات استفهام كبرى حول:
- آلية التوظيف في المراكز الطبية الخاصة.
- الرقابة على محتوى الأطباء على الإنترنت.
- مدى التزامهم بأخلاقيات المهنة خارج حدود العيادة.
الأبعاد القانونية المحتملة
- لو ثبتت التهم، فسيواجه الطبيب عقوبات صارمة تحت:
- نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية.
- نظام حماية الطفل.
- نظام المهن الصحية.
- نظام مكافحة التمييز والكراهية.
وقد تشمل العقوبات:
- السجن.
- الغرامات المالية الضخمة.
- الشطب من سجل الممارسين الصحيين.
- الترحيل الفوري ومنع العودة للمملكة.
أزمة الثقة… هل يمكن إصلاحها؟
مهما كانت نتيجة التحقيق، فإن الأثر النفسي لهذه الحادثة لن يُمحى بسهولة من ذاكرة المجتمع، خصوصًا:
- المرضى الذين يشعرون أنهم قد يكونون “ضحايا”.
- أولياء الأمور الذين يخشون على خصوصية أطفالهم.
- الأطباء النزهاء الذين يخشون تشويه صورتهم.
- الطريق لإصلاح الثقة يبدأ من الشفافية، وينتهي بالمحاسبة العادلة.
الختام: عندما يتجاوز الطبيب حدوده
قصة الدكتور محمد صبحي، سواء كانت صحيحة بالكامل أم بها مبالغات، هي جرس إنذار. تنبيه حاد بأن الطبيب لا يُحاسب فقط على مهاراته السريرية، بل على ضميره أيضًا. وأن الخصوصية الطبية ليست شعارًا يُرفع، بل عهد لا يُنقض.
ننتظر، كمجتمع وكأفراد، الحقيقة الكاملة من الجهات المختصة، ونأمل أن تكون هذه الحادثة بداية مراجعة شاملة لأخلاقيات المهنة الطبية في زمن الانكشاف الرقمي.